صحيفة الكترونية اردنية شاملة

فلسطينيو الداخل على موعد اليوم مع مسيرة العودة السنوية تزامناً مع الاحتفال بـ”استقلال إسرائيل”

يحيي فلسطينيو الداخل، اليوم الأربعاء، الذكرى السنوية الخامسة والسبعين للنكبة الفلسطينية بمسيرة عودة شعبية إلى قرية اللجون المهجّرة غربي مدينة جنين بين منطقة الروحة ومرج بن عامر، وذلك تأكيداً على التمسك بحق العودة وبالهوية الفلسطينية، ومن المتوقع أن تشارك ألوف كثيرة جداً، فيها رغم ترهيب حكومة الاحتلال، وربما بسببه. وتدعو لجنة الدفاع عن المهجّرين في إسرائيل فلسطينيي الداخل للمشاركة الفعالة في مسيرة العودة إلى اللجون، القرية الفلسطينية المدمرّة، والتي أقيمت على أراضيها مستوطنة مجيدو.
وتم تشكيل لجنة الدفاع عن المهجّرين في البلاد بعدما تبيّن أن اتفاق أوسلو عام 1993 يتجاهل بالكامل فلسطينيي الداخل وقضاياهم الخاصة، حيث تم تغييب مناقشة قضية مهجري الداخل الفلسطيني وإخراجها من جدول أعمال وإستراتيجية منظمة التحرير الفلسطينية.

وفي سنة 1995، شُكّل الاجتماع الشعبي الأول داخل قصر السلام في مدينة طمرة، بمشاركة 300 مندوب ومندوبة من أكثر من 30 قرية فلسطينية مهجرة، ليتم الإعلان عن تشكيل لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين في إسرائيل، كان الهدف من تشكيلها التأكيد وعدم التنازل عن حق العودة ورفض الحلول البديلة، علاوة على تأكيد الهوية الفلسطينية للمواطنين العرب الفلسطينيين في إسرائيل، التي ما زالت تحاول أسرلتهم، وتثبيت هويتهم المدنية على حساب هويتهم الوطنية، وهم يشكلون نحو 19% من مجمل سكانها.

مسيرة العودة الأولى
نظمت لجنة الدفاع عن المهجّرين في إسرائيل مسيرة العودة الأولى، عام 1998، نحو قرية الغابسية المهجرة (شرق عكا)، وهي واحدة من القرى الفلسطينية التي تم تهجيرها بعد النكبة بنحو العامين، وقد استجابت المحكمة الإسرائيلية العليا لالتماسهم، وحكمت بإعادتهم لقريتهم، لكن الحكم بقي حبراً على ورق. ورفضت السلطات الإسرائيلية تطبيقه، كما هو الحال في قرارات مطابقة أخر ى، مثل قرار المحكمة الإسرائيلية العليا عام 1953 بإعادة أهالي القريتين المتجاورتين في الجليل الأعلى إقرث وكفر برعم. وتمّ تدمير بيوت هذه القرى كي تقطع سلطات الاحتلال الإسرائيلي الطريق على أهاليها للعودة إليها، ولم ينج إلا عدد قليل من مبانيها مثل مسجد الغابسية وكنيسة إقرث ومقبرتها وآثار بيزنطية في كفر برعم تم تحويلها لـ “حديقة قومية” يشترط الدخول لها بدفع “دخولية”.
يوم وطني جامع
ومنذ 1998، توالت مسيرات العودة سنوياً، تزامناً مع الاحتفالات الإسرائيلية بـ “يوم الاستقلال”، تحت الشعار المركزي “يوم استقلالكم هو يوم نكبتنا”، وهو شعار يحمل رسالة مزدوجة؛ لإسرائيل ولفلسطينيي الداخل أنفسهم مفادها “أننا فلسطينيون”. في هذه المسيرة، التي تحولت لتقليد سنوي يشارك فيه الآلاف من أهالي القرى المهجرة، وأنصارهم من غير المهجرين، وترفع فيها لافتات تحمل أسماء كافة البلدات الفلسطينية المدمرة (نحو 520 بلدة)، علاوة على مفاتيح العودة والرايات والكوفيات الفلسطينية، خاصة من قبل فئة الشباب الذين يشكّلون أغلبية المشاركين عادة، خاصة أن 70% من فلسطينيي الداخل هم دون جيل الثلاثين.
بالإضافة لمسيرة العودة السنوية المركزية، التي تجري كل سنة في بلدة، تتم في ذات اليوم زيارات لمعالم القرى المهجرة من قبل مهجّرين يزورون أطلال بيوتهم وأضرحة أقربائهم ويستظلون وأطفالهم وعائلاتهم في أفياء أشجارها وبساتينها، بالإضافة لفعاليات توعوية ومؤتمرات محلية، وتتزين هذه النشاطات بالأغاني الوطنية والفولكلورية، وعلى رأسها نشيد “موطني”. وفي كل عام تجدّد لجنة الدفاع عن المهجّرين دعوتها لفلسطينيي الداخل للمشاركة الواسعة والالتزام برفع العلم الفلسطيني فقط دون الرايات والشعارات الحزبية، باعتبار هذا اليوم يوماً وطنياً جامعاً.

وعلى الدوام كانت التساؤلات تطرح حول ضرورة تجديد هذه المسيرة بفعاليات جديدة ثقافية وفنية تخرج عن المألوف كل عام، والأهم لماذا تبقى المسيرة حدثاً يتيماً، ولماذا لا يتّم تحميل المسيرة معنى سياسياً وتحويلها لمشروع سياسي يهدف لممارسة حق عودة المهجّرين لديارهم، خاصة وأنهم على مسافة قصيرة من مسقط رأسهم وبلداتهم المهجّرة، وهم يكابدون أزمة سكنية خانقة نتيجة حرمان السلطات الإسرائيلية لفلسطينيي الداخل من الحق في المأوى وتضييق الخناق على بلداتهم وعدم فتح مساحات جديدة للبناء ورفض بناء أي بلدة عربية جديدة منذ نكبة 1948.

 

التعليقات مغلقة.