صحيفة الكترونية اردنية شاملة

التوترات بين إسرائيل وحزب الله تزيد من مخاطر نشوب صراع

تصاعدت الحرب الكلامية بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران ليتزايد التوتر على الحدود مع تعهد كل منهما بإعادة الأخرى إلى “العصر الحجري” والاستعداد لصراع محتمل حتى وإن كانتا تنفيان ذلك.

وتجنبت إسرائيل وحزب الله الدخول في حرب عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ آخر اشتباك كبير بينهما قبل 17 عاما. في غضون ذلك، كانت سوريا بمثابة ساحة لصراعهما.

لكن محللين يقولون إن الهدوء أصبح على المحك في الآونة الأخيرة بسبب سلسلة من الحوادث التي زادت من مخاطر التصعيد مع احتدام التوترات الإقليمية بشأن برنامج إيران النووي وتصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

تأتي التوترات على خلفية أزمة سياسية في إسرائيل شجعت أعداءها. ويقول حزب الله -الذي يسره رؤية بعض جنود الاحتياط وهم يرفضون تأدية الخدمة- إن إسرائيل الآن أضعف. فيما تقول إسرائيل إن أعداءها يبالغون في تقدير تأثير الأزمة.

وتقول إسرائيل إن حزب الله يتصرف بجرأة أكثر من أي وقت مضى وكان ذلك تحديدا في مارس آذار عندما اتهمت الجماعة بالوقوف وراء تفجير بعبوة زرعت على جانب طريق مما أدى إلى إصابة قائد سيارة.

وقال الجيش الإسرائيلي آنذاك إن قوات الأمن قتلت رجلا كان يحمل حزاما ناسفا بعد أن عبر على ما يبدو من لبنان إلى إسرائيل وفجر القنبلة بالقرب من مفترق مجيدو في شمال إسرائيل.

ويعد التسلل نوعا من الهجمات لم يُعرف عن حزب الله أنه حاول تنفيذها من قبل بعيدا عن الحدود. ولم تنف الجماعة مسؤوليتها.

وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي لرويترز إن الهجوم كان يهدف إلى التسبب في خسائر كبيرة وإنه “لو حدث ذلك لاشتعلت الجبهة الشمالية”.

تضمنت سلسلة الحوادث على الحدود في الآونة الأخيرة إطلاق صواريخ على إسرائيل خلال أعمال عنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ووقوع مواجهات بين أعضاء من حزب الله أو أنصاره مع القوات الإسرائيلية.

كما تصاعدت التوترات بسبب خيمة نصبها حزب الله على أرض تقول قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إنها تقع على الجانب الإسرائيلي من الخط الأزرق، وهي حدود رسمتها الأمم المتحدة تحدد الخط الذي انسحبت إليه القوات الإسرائيلية عندما رحلت عن جنوب لبنان في عام 2000.

في غضون ذلك، اتهم حزب الله إسرائيل باتخاذ “إجراءات خطيرة” في قرية الغجر الحدودية التي يطالب لبنان بالسيادة على جزء منها وتحيطها إسرائيل بالكامل بسياج.

* “أكثر جرأة”

قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي، في إفادة إعلامية في السابع من أغسطس آب إن حزب الله أصبح “أكثر جرأة”، ورأى أن إيران تحاول إقناع الجماعة “بالإقدام على المزيد والمزيد من المخاطر، وسننزلق إلى هذا الصراع على الرغم من أننا لا نريد أي صراع في لبنان”.

ولم يرد المكتب الإعلامي لحزب الله على طلب للتعليق. ولم يتسن الاتصال بالسلطات الإيرانية للتعقيب.

وقال مصدر مطلع على طريقة تفكير حزب الله إن الجماعة اتخذت قرارا بعدم السماح بأي استفزازات أن تفجر الحرب وإنها تريد الحفاظ على الهدوء. وأضاف المصدر، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المسألة، أنه عندما يريد حزب الله خوض الحرب فإن ذلك سيكون نتيجة قرار وليس نتيجة استفزاز.

وتعد إسرائيل جماعة حزب الله، التي أسسها الحرس الثوري الإيراني عام 1982، أكبر تهديد على حدودها.

وحصدت حرب عام 2006 أرواح 1200 شخص في لبنان معظمهم مدنيون و157 إسرائيليا معظمهم من الجنود.

ومنذ ذلك الحين، توسعت ترسانة حزب الله.

وفي كلمة بمناسبة الذكرى السنوية للصراع، قال عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسن البغدادي إن “الوقائع أثبتت – بما لا يحتاج إلى دليل – أن القوة التسليحية والإعداد الجيد الذي ينتهجه حزب الله من خلال تراكم القوة، هو الذي منع إسرائيل من الحرب على لبنان رغم حاجتها الماسة إلى تلك الحرب التي تساعدها على الخروج من الانقسام الداخلي”.

وقال دبلوماسي غربي إن هناك “خطرا بأن يسيء حزب الله والآخرون تفسير ما يحدث في إسرائيل على أنه مؤشر على الضعف.. هم يفرطون في الثقة ويعتقدون أنهم يستطيعون فعل شيء ما”.

وأشار الدبلوماسي إلى أن “الإسرائيليين قلقون بشأن احتمال نشوب صراع مع حزب الله أكثر مما كانوا عليه قبل 12 أو 24 شهرا”، مضيفا أنه في حين أن هذا لم يجعل الصراع أمرا حتميا، فإن المخاطر تتصاعد.

* مناورات حربية

دعا حزب الله وسائل الإعلام في مايو أيار لمشاهدة مقاتليه من وحدة النخبة المعروفة باسم (الرضوان) خلال محاكاة لغزو إسرائيل.

وإسرائيل أيضا تستعد.

وعرض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في يونيو حزيران فيديو يظهر اجتماع الحكومة الأمنية المصغرة في المقر العسكري في تل أبيب لمحاكاة حرب على حزب الله وإيران.

وقال ضابط عسكري إسرائيلي لرويترز “التوتر زاد بشكل كبير خلال الشهرين أو الأشهر الثلاثة الماضية. لكن في النهاية تستمر الحياة كالمعتاد”.

وقال مهند الحاج علي من مركز كارنيجي للشرق الأوسط إن حزب الله الذي يتسم بالجرأة يسعى إلى “تغيير قواعد الاشتباك” مع توثيق عرى تحالفه مع الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وغزة.

وأضاف “هناك قاعدة الآن إذا وقعت انتهاكات للمسجد الأقصى في القدس أو حدث تصعيد موسع في الأراضي الفلسطينية فإن حدود لبنان الجنوبية ستشهد مناوشات أو إطلاق صواريخ”.

وتابع “إنه أمر محفوف بالمخاطر للغاية”.

ولا يستطيع لبنان تحمل تداعيات نشوب صراع في ظل الانهيار المالي الذي دخل عامه الرابع وأصاب الدولة بالشلل. وأعطى حزب الله العام الماضي موافقته على اتفاق لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل يسمح للبنان بالتنقيب عن الطاقة في البحر.

وقالت اليونيفيل إن الميجر جنرال أرولدو لازارو ساينز الرئيس والقائد العام لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان عبر عن قلقه خلال اجتماع مع ضباط إسرائيليين ولبنانيين إزاء الحوادث التي تقع على طول الخط الأزرق والتي زادت من حدة التوترات.

وقال المتحدث باسم اليونيفيل آندريا تينينتي إن أيا من الحوادث لم يتصاعد “بفضل عملنا والتزام الطرفين”.

لكنه أضاف “ومع ذلك، يمكن أن يتحول أي حادث إلى شيء أكثر من ذلك”.

التعليقات مغلقة.