صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الرياضة والحجاب

ليست هي المرّة الأولى ولن تكون الاخيرة.. فالحرب على الحجاب تتكرّر بين حين وآخر، ومن مناسبة الى أخرى، وهي تمثل استهدافا مباشرا للمسلمين، مهما حاول البعض تغليف الأمر بمبررات أخرى منها الحفاظ على مبادئ العلمانية وغير ذلك، في حين أن مثل هذه القرارات تتناقض مع أدنى مبادئ حقوق الانسان والحريات الشخصية والدينية التي تنادي بها معظم جهات «العالم المتحضر»، خصوصا وان الملاحظ استهداف الحجاب الاسلامي دون غيره من علامات ورموز الاديان الاخرى- كما يشار اليها – ومنها « الطاقية اليهودية « في كثير من دول العالم.

 يوم أمس الجمعة أعيد اثارة الموضوع مرّة أخرى بعد أن قالت اللجنة الأولمبية الدولية، إنه يمكن للرياضيات ارتداء الحجاب في قرية الرياضيين خلال دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس دون أي قيود، وذلك بعد أيام (الاحد الماضي) من حظر وزيرة الرياضة الفرنسية ارتداء الحجاب على رياضيات الدولة المضيفة، وبعد تصريحات الوزيرة إنه سيتم منع الرياضيات الفرنسيات من ارتداء الحجاب خلال دورة الألعاب الأولمبية في باريس احتراما لمبادئ العلمانية.. بينما أكد متحدث باسم اللجنة الأولمبية الدولية أمس أيضا على أنه بالنسبة للقرية الأولمبية، فسيتم تطبيق قواعد اللجنة الأولمبية الدولية وانه «لا توجد قيود على ارتداء الحجاب أو أي لباس ديني أو ثقافي آخر».

في فرنسا هجمة شرسة ضد الحجاب في الجامعات والمدارس وغيرها وبقرار واصرار من الرئيس الفرنسي ماكرون، ولا تقتصر الهجمات المتكررة على الرياضيات فقط.

على صعيد متصل هناك عنصرية واستهداف مقيت من مدفوعين ضد هذا الدين وفي دول من المفترض انها متقدمة ومتحضرة، لكنها تخلط بين الحريات الشخصية وبين الاساءة الى الاديان بل الى الدين الاسلامي تحديدا من خلال السماح لمأفونين بالتجرؤ على كتاب الله القرآن الكريم وحرق المصحف امام الكاميرات وبحماية قانونية من تلك الدول كما حدث وتكرر في الدنمارك والسويد.

الحجاب والرياضة عنوان متكرر واذكر هنا ان سمو الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الاردني لكرة القدم ورئيس اتحاد غرب آسيا قد نجح منذ سنوات حين كان سموه نائبا لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» عن قارة آسيا بالوصول الى قرار تاريخي اتخذه المجلس الدولي للعبة (IFAB) وبالاجماع بالموافقة على ارتداء الحجاب الامن في مباريات كرة القدم خلال الاجتماع الذي عقد بمقر «فيفا» بالعاصمة السويسرية زيورخ.

دائما كنا ننادي ونطالب بابعاد الرياضة عن السياسة لضرورة أن تبقى الرياضة متنفسا وساحة للتقارب بين الشعوب من جميع الاجناس والالوان والاديان والثقافات، وهذا هو سر ما تتم المناداة به دائما والمطالبة بأن تسود « الروح الرياضية « جميع ملاعب العالم بكافة صورها وتخصصاتها، لكن يبدو أن هناك من لا يريد ذلك وبات يصرّ على أن تمتد الحرب على الاسلام والمسلمين لتطال الرياضة والرياضيين.

العالم الاسلامي الذي احتفل منذ يومين بذكرى ميلاد سيد الأنام والمرسلين سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والتسليم يقف مستنكرا وشاجبا ومندّدا لمثل هذه الامور التي بات تكرارها يستوجب موقفا أكثر شدّة وحزما وضغطا على تلك الدول « الصديقة «، وأن لا تخاطر باستعداء المسلمين الذين يمثلون اليوم نحو 25% من سكان العالم – بحسب دراسة أجريت هذا العام 2023 – ويشكل الإسلام ثاني أكبر دين في العالم، ويبلغ تعداد المسلمين 2 مليار شخص.

ندرك تماما بأن العداء للاسلام مستمر الى أن يشاء الله، ونحن على يقين دائما بأن الله « متم نوره ولو كره الكافرون «.. وأن الله صادق وعده لرسوله « إنا كفيناك المستهزئين «، وأن الله حافظ كتابه « إنا نحن نزّلنا الذّكر وإنا له لحافظون «.. ومع ذلك كله لا بد من إجراءات ومواقف أكثر وضوحا تجاه كل القرارات التي تتخذ دون أي اعتبار لا للإسلام ولا للمسلمين.

التعليقات مغلقة.