القطاع الخاص ومسيرة نجاح في عهد جلالة الملك
رؤية الملك هي التي جعلت الأردن مقرا لتوسع كبرى الشركات العالمية ذات النمو السريع ليكون لها موطئ قدم في هذا الوطن مدعمة باقتصاد رقمي وبيئة تكنولوجية مستقرة، كما وأن كبرى المؤسسات الدولية لها تواجد دائم في الأردن
ونحن نحتفل بمناسبة في حجمها حجم دولة راسخة بكل مقوماتها، الأردن اليوم يدخل في فرحة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم سلطاته الدستورية. 25 عاما من العطاء، رحلة عشناها بكل تفاصيلها، بكل شغف وطموح ولم يتوانى الأردن عن الاستمرار في النمو والتطور والرفعة. انها رؤية ملك ودفء وطن وإصرار شعب وطموح أجيال.
لن نقول أين كنا، ولن نسترجع محطات مررناها فهي كثيرة ولا تحصى وسنتركها لأصحاب الاختصاص في سرد تاريخ الأردن المشرق. سنقول أين وصلنا والى أين بوصلتنا موجهة وبالذات في اقتصادنا الذي يحمله على أكتافه مؤسسات وقيادات وأفراد من القطاع الخاص، هذا القطاع الذي حمى الوطن بكل الازمات وقاد دفة الرفعة، هذا القطاع الذي أثبت للعالم أنه في وقت الحزم هو لها، هذا القطاع الذي تخطى جائحة اخذت كبرى دول العالم الى أدنى مستوياتها ولكنه حمى الوطن من هزات اقتصادية دول أخرى تمزقت على أطرافها.
القطاع الخاص هو من قاد الأردن لتصل منتجاته المصنعة التي تجاوزت 1400 منتج مختلف الى 140 دولة في العالم، هذا القطاع الذي تجاوز تحديات الطاقة في وقت انقطاع الغاز المصري ولا زال يتحمله في ظل الحروب الجائرة وتعطل سلاسل الامداد والتزويد. هذا القطاع الذي أوصل الأردن الى 30 % من اعتمادها على الطاقة المتجددة خلال 10 سنوات. هذا هو القطاع الخاص الذي كان سباقا في تبني مسؤولية التطور المتسارع في أنظمة الاتصالات المختلفة ونحن اليوم نشهد انتشار خدمات الاتصالات والانترنت في كل مناطق الوطن ومتوفرة لكل مواطن. القطاع الخاص الذي تعاون مع حكوماته المتوارثة في سبيل أن تصل خدمات الكهرباء والماء لكل موطن دون انقطاع مع أن الأردن يعتبر ثاني أفقر دولة في شح المياه. القطاع الخاص استطاع أي يقدم 27 شركة ريادية من أصل 100 شركة ريادة على المستوى الدولي. استطاع القطاع الخاص أن يعظم انتشاره العالمي ويكون في مقدمة دول العالم في توفير منتجات استراتيجية في الصناعات التعدينية مثل الفوسفات والفوسفات والاسمدة والبروميين وصناعة الأدوية والمستلزمات الطبية وصناعات أخرى تحمل ذات الاهمية.
القطاع الخاص أفرز أفضل ممارسة عالمية متقدمة في نظامه النقدي والمصرفي لتصل موجودات البنوك الأردنية الى 66 مليار دينار وبقاعدة ودائع قاربت 44 مليار دينار ومحفظة تسهيلات ائتمانية تجاوزت 33.3 مليار دينار استثمرت هذه الأموال في معظمها في دعم الاقتصاد الأردني وقطاعاته المختلفة ودعم الافراد وتوفير السيولة لتدوير وتوزيع الاستهلاك، ويذكر هنا أن الناتج المحلي الإجمالي وصل الى 34 مليار دينار، أي أن موجودات البنوك تمثل 194 % من الناتج المحلي الإجمالي. الأهم الحفاظ على الدينار الأردني ثابت راسخ وبلوغ الاحتياطيات النقدية من العملة الأجنبية الى ما يقارب 18 مليار $ لتغطي 8 شهور من مستوردات الأردن. كما وأن القطاع الخاص بتعاونه مع الحكومات استطاع أن يعزز مخزون الدولة الغذائي باستمرار ليكون متوفرا باستمرار لما يزيد عن 6 شهور وأكثر. أما عن الاشتمال المالي فقط قارب على نسبة 45 % وخلال فترة قياسية.
الإنتاج هو مؤشر النجاح فقط وصل الإنتاج الصناعي الى ما يقارب 20 مليار دينار ويصدر قرابة ال 7 مليار دينار ويستورد ما يصل اليوم الى 14 مليار دينار سنويا، وبهذا فان الأردن رسخ قاعدة الأسواق المفتوحة والوصول الى أسواق العالم المختلفة وفتح المجال لكافة الأسواق العالمية للوصول الى الأردن. ويتحرك معه جنبا الى جنب القطاع التجاري والقطاع الخدمي والقطاعات الأخرى المختلفة.
القطاع السياحي اثبت قدرته ورسخ الهوية الأردنية في بيئتها السياحية الجاذبة، فقط نما الدخل السياحي في الأردن خلال العام الماضي بنسبة 27.7 % ليسجل أعلى قيمة تاريخيا وبما قيمته 7.4 مليار دينار أردني وزاد عدد السياح ليصل الى 6.4 مليون سائح.
رؤية الملك هي التي جعلت الأردن مقرا لتوسع كبرى الشركات العالمية ذات النمو السريع ليكون لها موطئ قدم في هذا الوطن مدعمة باقتصاد رقمي وبيئة تكنولوجية مستقرة، كما وأن كبرى المؤسسات الدولية لها تواجد دائم في الأردن. أما الصحة والتعليم فهي أولوية ولا يوجد أي منطقة في الأردن بدون خدمات الصحة والتعليم، وهنا لا ندعي المثالية ولكن وصلنا الى ما وصلنا اليه بالمقومات التي يقدمها القطاع الخاص وبالممكنات التي يستطيع القطاع العام توفيرها.
رؤية ملك أفرزت ثالوث الإصلاح (الاقتصادي والسياسي والإداري)، فقد رسخت رؤية التحديث الاقتصادي للسنوات العشر القادمة قواعد القطاع الخاص في النمو للوصول الى طموح في الاستثمارات الجديدة لتتجاوز 40 مليار دينار وخلق مليون فرصة عمل، وهذه ساهم القطاع الخاص بشكل مباشر بها ورسم طموحاته جنبا الى جنب مع كل أردني يطمح لمستقبل أسمى.
هناك الكثير لنتحدث عنه بفخر في رحلة 25 عاما، نعم اجتهدنا تارة ونجحنا تارة وأخفقنا تارة أخرى ولكن مضينا بالبناء وإعادة البناء للوصول الى الرفعة، فنحن نحمل في قلوبنا وعيوننا رؤية ملك همها الأكبر عيشنا الكريم في وطن نعشقه ونحميه ونكبر به.
حمى الله الأردن قيادة وشعبا وأدام الله علينا نعمه.
التعليقات مغلقة.