صحيفة الكترونية اردنية شاملة

البروفيسور جيفري ساكس (Jeffrey Sachs): اليهودي المناهض للصهيونية

 

جيفري ساكس، 69 عامًا، أمريكي يهودي الديانة، يُعد من أبرز الأكاديميين في مجالات العلاقات الدولية والاقتصاد والتنمية المستدامة. ينتمي إلى عائلة ساكس اليهودية الشهيرة، التي تُعد من مالكي الشركة العالمية العملاقة “جولدمان ساكس”. حصل على كافة شهاداته ودرجاته العلمية من جامعة هارفارد… ويشغل حاليًا منصب أستاذ الإقتصاد والعلاقات الدولية والتنمية المستدامة في جامعتي كولمبيا وهارفارد العريقتين، والمدير السابق لمركز التنمية المستدامة في جامعة كولومبيا. يُعرف بشخصيته الكاريزماتية الجريئة والمؤثرة وبمكانته المرموقة على المستوى العالمي.

يُعتبر ساكس من أشد المدافعين عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرضه. كما أنه ينتقد بشدة سياسات حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة وجرائمها، خاصة ما يرتكب ضد الأشقاء الفلسطينيين واللبنانيين في غزة ولبنان. بصفته شخصية أكاديمية ذات مصداقية علمية ومهنية، وأيضًا دينية، لا يستطيع أحد اتهامه بـ”معاداة السامية”، يهودي، ومع ذلك يتبنى مواقف جريئة ضد الصهيونية السياسية.

في لقائه الأخير، صرّح ساكس أن الولايات المتحدة تفتقر إلى قيادة فعالة في الوقت الراهن، وأن تعاملها مع حكومة الاحتلال بات أقرب إلى الاستجداء. هذا التوجه، وفقًا له، يشجع بنيامين نتنياهو على التمادي في سياساته العدوانية والسعي نحو جر الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية مع إيران، قد تتوسع إلى حرب عالمية ثالثة. كما أوضح أن شعار “من النهر إلى البحر” ليس شعارًا فلسطينيًا بقدر ما هو واقع عنصري ظالم تسعى حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى فرضه كحقيقة على الأرض.

لم تقتصر مواقف ساكس الجريئة على القضية الفلسطينية. فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، أشار إلى أن توسع حلف الناتو نحو حدود موسكو هو السبب الرئيسي في إشعال الحرب، مما استفز روسيا وأدى إلى تفاقم النزاع. أما بالنسبة للصين، فيرى ساكس أن سياسة الولايات المتحدة تجاهها قائمة على المواجهة والتوتر، وهي سياسة خاطئة وتضر بمصالح البلدين والعالم بأسره. داعيا إلى التحول نحو التعاون المشترك لتحقيق المصلحة العامة، محذرًا من سياسة “إما معنا أو ضدنا”، التي تتبناها الولايات المتحدة للضغط على الدول النامية للنأي بها من التعاون مع الصين لتحقيق التنمية فيها ورخاء وسعادة شعوبها..

يرى البروفيسور ساكس أن مشكلة الفقر العالمية يمكن حلها إذا تعاونت الدول الغنية بشكل فعال مع الدول الفقيرة، لتقديم الدعم اللازم الذي يحقق التنمية المستدامة ويضمن رفاهية الشعوب. وأكد أن تقسيم العالم إلى أغنياء وفقراء ليس في مصلحة أحد، وأن تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة هو مسؤولية تقع على عاتق الدول المتقدمة.

يُعد جيفري ساكس أحد الشخصيات اليهودية البارزة التي تعارض الصهيونية السياسية المتطرفة، سواء كانت يهودية أو إنجيلية، إذ يعتبرها العدو الحقيقي لليهودية والإنسانية على حد سواء. ويرى أن العديد من اليهود الشرفاء في الولايات المتحدة والعالم يقفون ضد هذه الأيديولوجيا التي تسيء إلى جوهر الدين اليهودي وتضر بسمعته.

تفعيل الإتصال والتواصل مع الشخصيات العالمية مثل البروفيسور ساكس لهو أمرً غاية في الاهمية والضرورة، ليس فقط لما لهم من تأثير وحضور ومصداقية عالمية، وليس فقط لتنسيق الجهود في سبيل تحقيق العدالة والسلام في منطقتنا والعالم اجمع… بل يجب علينا أن نفعل ذلك مع اولئك الذين يرفعون صوتهم من أجل الحق والعدالة، رغم الضغوط الهائلة التي يواجهونها… ونقول لهم: “شكرًا… بوركتم إخوتنا في الإنسانية”…

التعليقات مغلقة.