صحيفة الكترونية اردنية شاملة

مشكلات الخصوبة عند الآباء يتوارثها الأبناء

0

كشفت دراسة بلجيكية حديثة أن الأطفال الذين يولدون لآباء استخدموا وسائل مساعدة لعلاج الخصوبة لديهم حيوانات منوية أقل جودة من أقرانهم الذين ولدوا دون استخدام هذه الوسائل.

وشملت الدراسة عيّنة من رجال ولدوا عبر استخدام تقنية الحقن داخل الهيولي المعروف بالحقن المجهري، حيث يتم اختيار حيوان منوي ذو نوعية جيدة ثم يُحقن مباشرة داخل إحدى البويضات.

وأكدت نتائج الدراسة النظرية أن الأبناء يرثون ضعف الخصوبة من آبائهم، إلا أن متخصصين من بريطانيا أوضحوا أن الدراسة كانت “مطمئنة” لأن نتائج عينات الصبية لم تكن مطابقة تماما مع نتائج آبائهم.

وطُور علماء تقنية الحقن المجهري في بداية فترة تسعينات القرن العشرين لمساعدة الرجال الذين يعانون من قلة عدد الحيوانات المنوية أو تشوهها أو عجزها عن الحركة جيدا.

وطُور فريق من العلماء من جامعة بروكسل في بلجيكا تقنية الحقن المجهري، وتوصلوا إلى أن الرجال المولودين عبر تقنية الحقن المجهري يعانون من ضعف في تركيز الحيوانات المنوية بنسبة 50 بالمئة تقريبا، ولديهم نقص في إجمالي في عدد الحيوانات وعجز في قدرتها على الحركة بمقدار الضعفين من أقرانهم في نفس الفئة العمرية الذين أنجب آباؤهم بصورة طبيعية.

من جانبه أوضح أندريه فان شتيترجم، الذي أشرف على البحث، أنها المرة الأولى التي يتاح فيها اختبار النظرية المديدة التي تقول إن الأبناء يرثون جودة الحيوانات المنوية. وبين أن “خصائص السائل المنوي للآباء الذين يخضعون للحقن المجهري لا تتنبأ بنوعية هذا السائل في أبنائهم”.

وأضاف موضحا “من الثابت أن العوامل الجينية تضطلع بدور في عقم الذكور، لكن كثيرا من العوامل الأخرى قد تتدخل أيضا”.

ومن جهة أخرى قال ريتشارد شارب، مدير وحدة أبحاث الصحة الإنجابية لدى الرجال في جامعة إدنبره، إنه على الرغم من أن غالبية حالات العقم لدى الذكور ليست لها أسباب واضحة، فليس من الواضح أن مشاكل الخصوبة عند الآباء ستنتقل إلى الأبناء.

وأوضح شتيترجم أن الآباء أُبلغوا قبل إجراء عملية حقن السائل المنوي في سيتوبلازم خلية البويضة أنه من الجائز أن تكون الحيوانات المنوية والسائل المنوي لأبنائهم ضعيفة مثل آبائهم.

وقال إن الآباء كلهم لم يروا أن هذه المعلومة سبب للامتناع عن استخدام تقنية حقن السائل المنوي في سيتوبلازم خلية البويضة، لأنهم قالوا “إذا حدث ذلك فإن التقنية نفسها يمكن أن تكون حلاً لأبنائنا أيضا”.

وأشار إلى أن النتائج الأولى من المجموعة الأكبر للبالغين الذين ولدوا في أنحاء العالم بتقنية حقن السائل المنوي في سيتوبلازم خلية البويضة تفيد بأن درجة ضعف الخصوبة انتقلت فعلاً إلى أبناء الآباء الذين خضعوا للعلاج بهذه التقنية بسبب ضعف السائل المنوي لديهم.

وعدّل الباحثون نتائج دراستهم بمراعاة عوامل يمكن أن تؤثر في نوعية السائل المنوي، مثل العمر ومؤشر كتلة الجسم والعيوب الخلقية الجنسية.

ونبهوا إلى أن نتائج الدراسة لا يمكن أن تنطبق على جميع المولودين بتقنية حقن السائل المنوي في سيتوبلازم خلية البويضة، لأن هذه التقنية يمكن أن تُستخدم حتى عندما لا يكون هناك دليل على أن عدم خصوبة الرجل عائد إلى كون حيواناته المنوية غير طبيعية.

جدير بالذكر أن أول طفل ولد بتقنية حقن السائل المنوي في سيتوبلازم خلية البويضة كان في 14 يناير 1992، وجميع الرجال الذين تابعتهم الدراسة ولدوا في السنوات الأولى لاستخدام التقنية خلال الفترة الواقعة بين 1992 و1994.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.