هذا يعني أن الأزمة باتت أردنية بحتة، بكل ما يعنيه هذا الاستخلاص، وأن كل النداءات والإستغاثات على مسمع العالم، لن تعيد تعريف الأزمة باعتبارها أزمة إقليمية، أو دولية.
لقد تغيرت الدنيا، مرة ثانية، فلم يعد هذا الأردن، أردن الثمانينيات، ويعيش اليوم فيه قرابة 11 مليون شخص، ينافسون على موارد قليلة، من شربة الماء إلى فرصة العمل، في ظل تجفيف المساعدات، وغلبة الدين وقهر الرجال
توقف الاشتباكات في عين الحلوة، حالة مؤقتة، وعلينا التنبه جيدا إلى صيف لبنان وخريفه، ومن المؤلم أن يتم كل مرة توظيف ورقة الفلسطينيين وتوريطهم في حروب غير مقدسة.
في تعبير لسياسي أردني قال إن الأردن وسط خريطة تتغير كل صباح يوم، وهو يحاول الخروج بأقل الخسائر وسط هذه المعادلات المتقلبة، فلا تحدثونا عن اختراقات دبلوماسية، في توقيت لا يحتمل صناعة الاختراقات الدبلوماسية ولا القفز في الهواء، ولا يعرف…
السوريون هنا يتوجسون من نوايا الأردن خلال الفترة المقبلة، والمجتمع الدولي منافق ويتفرج على هذه الأزمة التي تعصف بالسوريين، وأرهقت الأردن فوق ما فيه من إرهاق طوال عمره.
لقد تم وأد اتفاقية أوسلو وهي حيّة، وعلينا أن نسأل رعاتها والمدافعين عنها عن الذي فعلوه، وهل كان مجرد خطأ سياسي، أم خطيئة وطنية وتاريخية لها كلفتها التي رأيناها وسنراها؟.
هذه توقعات تغيب عن الرسمية العربية، بعد نجاتها من كل ما حدث، لكن التوقعات الغائبة يجب أن تعود مجددا لدى مراكز القرار لصياغة واقع مختلف، وقبل فوات الأوان.