صحيفة الكترونية اردنية شاملة

رجاء اطلقوا سراحهم..!!

0

لا يوجد لدي اي كلام اضيفه للبيان الذي اصدره عدد من الشخصيات العامة للمطالبة باطلاق سراح المساجين الذين لم يتورطوا بقضايا جنائية، كما لايوجد لدي اي تعليق على اللافتة التي رفعها احد ابناء هؤلاء المساجين امام المركز الوطني لحقوق الانسان وكتب عليها : اشتقت لابي..!

لست في وارد اي مناقشة سياسية ، ومع الاحترام لاحكام قضائنا وموازين العدالة في بلادنا ، فانني انظر الى المسألة من جانب انساني محض، خاصة اننا تعودنا في هذا الوطن العزيز ان نتفقد اوجاعنا ونتلمس احزان اخواننا الذين تجمعنا بهم روابط الدم والقربى ، ولم نعهد في نظامنا السياسي اية قسوة حتى ضد الذين خرجوا عن سكة المعارضة الوطنية الى التشكيك بالدولة ، ولهذا كيف يمكن لاحدنا ان يقف متفرجا امام معاناة اطفال في شهر رمضان المبارك بحثوا عن والدهم فلم يجدوه معهم على مائدة الافطار ، او زوجة افتقدت زوجها الغائب في السجن وضاقت بها ظروف الحياة بعد ان وجدت نفسها وحيدة بلا معين.
انا انسان ، قبل ان اكون كاتبا اوسياسيا ، وبقدر ما اتمنى ان ينتصر الانساني داخلنا على السياسي ، فانني اشعر بالسعادة لان بيننا قوى وطنية استعادت عافيتها وتحركت لتطالب باطلاق سراح المساجين ، كما اشعر ان صرخة هؤلاء وغيرهم لن تضل طريقها ، وستجد من يصغي اليها ويأخذها على محمل الرحمة قبل العدل ، ذلك اننا احوج ما نكون الى اخبار سعيدة تلطف من هذا الطقس الحار الذي تلفحنا فيه رياح التطرف ، وتعيد الينا ما افتقدناه من توازن في منطقة اصبح فيها «اليأس» الناطق الوحيد باسم الشعوب.
ان اجمل كلمة شهدها التاريخ هي «العفو» ، وان اجمل صورة ظهر فيها بلدنا على مدى تجربته الطويلة كان عنوانها «العفو» ، وبوسعنا ان نتذكر هنا موقف النبي الاعظم عليه الصلاة والسلام بعد ان دخل مكة فاتحا ، حين قال لمن طردوه منها : اذهبوا فانتم الطلقاء. ترى ، ما الذي يمنع بلدنا – وهو يرصد ما اصاب اشقاءنا وجوارنا من كوارث بسبب التطرف الذي غذته الكراهية والاقصائية والتكفير الديني والسياسي، من ان يقدم النموذج الذي لطالما قدمه في السماحة والعفو والمصالحة ، وما الذي يمنعنا كأردنيين من ان نخرج من ورطة الاحساس بالمظلومية ، وافخاخ الاحقاد والضغائن لكي نتجاوز هذا الصيف العربي المزدحم بالمفاجآت والملبد بالغبار.
باختصار ، نتذكر اخواننا الذين يقبعون في السجون ، وخاصة الذين لم تتلوث أيديهم باية جريمة ضد المجتمع ، ونتمنى ان نسمع عن مبادرة للعفو العام ، او عن اية مبادرة اخرى لاطلاق سراحهم في هذا الشهر الفضيل.
الدستور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.