صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الشاب الأردني معتز سمور

0

المواطن الأردني الشاب «معتز سمور» يقوم بواجب إنساني وطني رائع للسنة الثالثة على التوالي، يتمثل بتوزيع وجبات إفطار رمضانية على الصائمين الفقراء، عبر عبوات بلاستيكية، يتم إعدادها بطريقة مرتبة وسهلة التوزيع قبل سويعات من الإفطار، بالتعاون مع الجمعيات الخيرية والتنسيق المسبق معها، حيث يقوم بتوزيع ما يقارب (500) وجبة غذائية في أربعة أيام بالأسبوع، وفي الأيام الأخرى يقوم بتوزيع التمر والماء على الإشارات الضوئية، ويعمل معه فريق من المتطوعين الشباب يقدر عددهم بخمسين شخصاً.
ما يلفت الانتباه أن هذا الشاب من أتباع الديانة المسيحية، كما أن والدته وعائلته تساعده في إتمام هذا الواجب سواء من حيث الدعم المالي، أو المساعدة في أعمال التغليف، ما يدلل على طيبة معدن هذا الشاب وطيبة معدن عائلته الكريمة، وطيبة الشعب الأردني بإجمال، الذي يعيش بألفة وإخوة ومشاركة وطنية حقيقية منذ زمن بعيد، تستحق الإعجاب و التقدير والتعزيز، ليكون هذا الشاب وإخوانه المتطوعون مثالاً يحتذى على صعيد العمل التطوعي النبيل أولاً، وعلى صعيد الانتماء الوطني الممزوج بروح الإخوة والتسامح ثانياً.
نحن بحاجة إلى تعميم هذا النموذج من العمل الشبابي المتحضر وإشاعته واحترامه وتقديره، لأنه يسهم في تعزيز أواصر الوحدة الوطنية، ويؤدي إلى تمتين النسيج الاجتماعي بالعمل والبذل والتطبيق الميداني، وعدم الاكتفاء بالوعظ والتنظير الجاف، ليصبح جموع الشباب منخرطين في أعمال تطوعية سامية ومثمرة في خدمة أمتهم ووطنهم، وينبغي حض الشباب على التقدم نحو إنشاء مبادرات متعددة في جميع مجالات الحياة، تسهم في تحقيق الأهداف والغايات النبيلة لمجتمعاتنا وأوطاننا التي تستحق منا التضحية والبذل أكثر بكثير مما يتم تقديمه.
رمضان والمناسبات الدينية الأخرى يجب أن تشكل محطات اجتماعية مشهودة لزيادة التواصل الاجتماعي، وتحقيق الغايات الأصلية لها، وتحقيق مقاصدها العميقة في تعزيز أواصر الوحدة، وزيادة منسوب الحب المتبادل بين مكونات المجتمع وأفراده، عبر التعاون والمشاركة، وتقديم العون للمحتاجين بنفس راضية، وهمّة عالية وروح وطنية صادقة؛ حيث أن رمضان هو شهر الخير والعطاء والتسامح والتغافر، والأخلاق الراقية والتعامل الحضاري المتميز.
الدين هبة الله للخلائق، ليكون عاملاً من عوامل نهوضها وتقدمها، وسبباً في وحدتها وقوتها، وتحقيق سعادتها، ولم يكن الدين يوماً سبباً للفرقة والتعصب والتناحر، إلا عند الجهلة والأغبياء الذين لا يدركون غاياته ومقاصده، ويكتفون بذلك النوع من التدين القشوري السطحي الساذج الذي يخلو من الروح، ويخلو من الفهم وإعمال العقل والوقوف المعرفي على مقاصد التدين والتعبد الصحيح.
الدين جاء ليعلي شأن العقل الإنساني ويحرره من الخرافة ورق التقليد الأعمى، وجاء ليصون كرامة الآدمي ويحفظ النفس الانسانية وحقها بالحياة، ويحرّم قتلها واهدارها أو إيذاءها أو الاعتداء عليها؛ بسبب الفكر أو الدين أو المذهب، وجاء ليرسي دعائم الحرية الكاملة وينفي كل أسباب القهر وعوامل الإكراه، وجاء لينشر العلم ويحارب الجهل والتخلف،واستكمال كل اسباب العيش المستقر الامن السعيد للبشروكل الكائنات الحية.
إن كل من يحمل الدِّين وسيلة للقتل أو من أجل مصادرة حريات البشر أو التسلط عليهم بالقهر والإكراه، وكل من يجعل من الدِّين وسيلة للتعصب وبث خطاب الكراهية، إنما هو عدو لله ورسوله، وعدو للإيمان وعدو للعقل والفطرة وعدو للإنسانية جمعاء، ويعمل على إلحاق الإساءة والأذى بالدِّين من حيث يعلم أو لا يعلم.
الدستور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.