صحيفة الكترونية اردنية شاملة

مامكغ : اللغة هي البصمة الوراثيّة الخاصّة لأيّ أمّة حيّة

0

قالت وزيرة الثقافة الدكتورة لانا مامكغ اننا نقف اليوم أمام مرحلة تاريخيّة حاسمة، يجب ان نعي معها مدى الحاجة إلى لغتنا العربيّة قويّة مطواعة، وقادرة على نشر الفكر المستنير في العالم، وحان الوقت لبناء نظرية لغوية عربية جديدة تتجه إلى النّشء عبر الأُسر والمدارس والجامعات، الى جانب الانفتاح على العالم عبر تعميق ثقافتنا ولغتنا وتطوير النّظريّات الفكريّة والعلميّة فيهما.
واضافت خلال كلمتها في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر 19 لوزراء الثقافة والمسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي أمس في الرياض ان اللّغة العربيّة لغة راسخة ومتجذّرة في الفكر والحضارة حملت رسالة دينيّة وإنسانيّة خالدة، ووثقت حضارة عربيّة عريقة نعتزّ ونفتخر بها.
واشارت الدكتورة مامكغ الى ان هذا المؤتمر الموسوم بعنوان” اللّغة العربيّة منطلقاً للتّكامل الثّقافيّ الإنسانيّ” يؤكد أنّ اللّغة العربيّة كانت وستظلّ بوابة التّواصل، وهمزة الوصل لا الفصل بين الأمم بفضل علمائها الّذين يرصدون متغيّرات العصر، ويقيسون مدى التّوازن بين مدخلاته وخصائص اللّغة العربيّة وفضاءاتها، وبناء جسور اتّصال جديدة مع لغات الأمم الأخرى وثقافاتها تستند إلى فقه اللّغة، وفكر جديد مبني على النّظريّات الأساسيّة، ومن هنا؛ تأتي أهمّيّة هذا المؤتمر النّوعيّ بوصفه ترجمة للرّؤى العربيّة المشتركة.
وبينت ان اللغة هي أساس الحضارة ومرتكز الثّقافة، وهي البصمة الوراثيّة الخاصّة لأيّ أمّة حيّة؛ لذا فإنّ الوقوف عند حدّ معيّن في تطوير اللّغة وتطويعها ربّما يؤدي إلى أن يهجرها أبناؤها، وأن تسود اللّغات البديلة الأكثر انسجامًا مع المتغيّرات، وقد يتردّد أبناء اللّغات الأخرى في الإقبال على تعلّم اللّغة العربيّة ودراستها، ولهذا الواقع نتائج خطيرة مرتبطة بتراجع التّرجمة من العربيّة وإليها، وحرمان الثّقافة والفكر العربيّين من الانطلاق نحو العالم من جديد كما كانت له الرّيادة في الماضي.
وشددت وزيرة الثقافة على انه لابدّ من تدعيم هذه اللّقاءات العلميّة القيّمة بفعل تطبيقيّ مباشر يسهم في تشجيع الإنسان العربيّ على تداول لغة سليمة، وقد خطت وزارة الثّقافة خطوات واسعة في مجال حفظ اللّغة وإعادتها إلى مكانتها الّتي تستحق، إذ صدر قانون خاصّ لحماية اللّغة العربيّة العام الماضي، إضافة لما تقوم به من أنشطة عبر برامجها المختلفة المتعلّقة برعاية الأدب العربيّ، وبرامج النّشر، ومكتبة الأسرة” مهرجان القراءة للجميع”، والمسابقات الإبداعيّة الّتي تعمل على تنشيط القراءة والكتابة باللّغة العربيّة السّليمة.
وثمنت الوزيرة جهود وزير الثّقافة والإعلام السّعوديّ الدّكتور عبدالعزيز بن عبد الله الخضيري في انجاح فعاليات المؤتمر ممّا سيكون له الأثر الكبير بمدّ جسور التّواصل والتّعاون الثّقافيّ بين الدول العربيّة الشّقيقة الّتي نعتزّ بها ونقدّرها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.