زامور’ريفرس’..

في رقعة الشمس الساقطة بين لوحي “زينكو” أمام كراج الأمانة لتصليح السيارات، “قرمز” أبو يحيى بانتظار ان ينهي الميكانيكي من إصلاح بكمه المرفوع على “جك التمساح”…تناول سيجارة جلواز أصفر من جيبه الأيمن وسأل ” عامر الجعمكّة” بطولة بال : “عرفت شو بلوته”؟؟..جاوبه المعلم عامر وهو يركن العجل الأيمن على جدار المحل : البريك الأمامي ماسح وجلدة الاكس الخارجي مهترية..وبعد دقائق فك “البلاطة” وناول “الفحمات” القديمات للحجي لكي يحضرها من محل القطع المقابل بالاضافة الى جلدة الأكس..مشى ابو يحيى على مهل والسيجارة على زاوية فمه اليسرى متأملا القطعة “المفزورة والبريك الماسح” ، وفور وقوفه في عتبة المحل ..رفعها أمام ناظري “أبي طارق”..لفّ الأخير كرسيه دون ان يسأل الزبون عن حاجته وذهب ليحضرها من احد الرفوف الداخلية…جال ابو يحيى بنظره في المحل..فشاهد عدة زوامير معروضة على الواجهة…

– أبو يحيى ممسكاً بالزامور الأول:..شو هاظ؟

– ابو طارق:زامور ريفرس..!

– ابو يحيى: وهاظ؟

– ابو طارق: زامور بيب.

– ابو يحيى: طيب و هاظ..؟

– ابو طارق:زامور طاط عادي.

– ابو يحيى :وألأسود؟

– ابو طارق: زامور متعدد الأصوات.

– طيب بيش اسعارهن.. في بــ6 وفي بــ12 وفي بـ25 وفي بــ64

– أبو يحيى: ولّ ليش هيك الاسعار ؟

– ابو طارق: اشي بيزمّر معك 6 اشهر..اشي بيزمر معك سنة..واشي سنتين..واشي بيظل يزمّر معك طول العمر..

– أبو يحيى: مش كله بيزمّر..

– ابو طارق :كله بيزمّر..بس كل واحد صوت..وكل شي بثمنه..

– ابو يحيى: لو ركبتهن كلهن بالبكم من قدام ومن ورا …بتغني كل هالزوامير عن “طقم البريك”؟…

– ابو طارق: لأ طبعاً…شو جاب لجاب..

– ابو يحيى: بس سلامتك!.

**

في السياسة ايضاَ كثرة الزوامير وتعدد أصواتها ابداً ما بتغني عن “ألبريك”..

في الظرف الراهن ما بدنا حدا يزمّر…بدنا حدا يمنعنا “نهوّر”…