مشاركة عسكرية…. وليست لعبا

دخول الأردن في عمليات التحالف ضد ما يسمى بتنظيم الدولة لا يمكن أن يكون مجرد دخول وهمي أو لتحسين الصورة أو للزينة والديكور وبالتخيل بأن لا تكون هناك إصابات ولا أسرى ولا خسائر..
رغم أن القرار في هذه المشاركة هو لجلالة الملك باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة إلا أن نسبة واسعة من الأردنيين تؤيد المشاركة درءا لمتاعب ومخاطر هذا التنظيم ولإبقائه بعيدا وضعيفاً، وتتمنى مخلصةً أن تكون خسائر المشاركة العسكرية فيها قليلة.
لن نزايد على أحد وطنية وإخلاصا ومشاركةً، ولكننا يجب أن لا نتحول بسبب أي خسارة أو تكلفة في هذه الحرب إلى منطق مناكفة هذا القرار، والمطالبة بعدم الخسارة والبدء في المناشدات لجلالة الملك، أو الدخول في المفاوضات عبر الوسطاء كما يحدث مع العسكريين اللبنانيين وخاطفيهم.
يثبت لدى الجميع وفي كل يوم بأن هذا التنظيم خطيرٌ جدا ، وما حادثة إسقاط الطائرة وامتلاك هذا التنظيم للصواريخ الحرارية إلا شاهدٌ آخر على ذلك، ولن تفلح مشاركة الأردن ضد هذا التنظيم بدون وقفة متراصّة متناغمة في منتهى الإحترافية والعسكرية لتقول بشكل واضحٍ بأننا نشارك ونقاتل ونعمل ضد هذا التنظيم الخطير والإرهابي، وأننا مستعدون لتحمّل كل تبعات هذه المشاركة بخيرها وبتكاليفها وأن هذه المشاركة عسكرية وحقيقيةٍ وليست لعباً ولا ترفا.
حمى الله الأردن وأبناءه وجنبنا الأسوأ بالتعامل الصحيح مع هذا الظرف الطارىء بحكمةٍ وشجاعةٍ واقتدار.