صحيفة الكترونية اردنية شاملة

العفو منك.!

0

لم أتفاجأ ابداً بالجدل الشعبي حول اعادة تفعيل عقوبة “الإعدام” بين مؤيد ومعارض، سيما اذا كنّا لا نتّفق هذه الأيام على عمق “منخفض جوي” برياحه وهبوبه وغيومه فكيف لنا ان نتّفق على عقوبة فطرية تعدّ بذرة حياة …

أكثر ما فاجأني وأنا ابحث عن موضوع الإعدام ، أن منظمات كبرى مجرد أن تلفظ اسمها وحده يسبب لك ارباكا و”خريعة” قبل ان تقرأ مبادئها، انبرت للدفاع عن إلغاء عقوبة الإعدام والترويج لها ، مستخدمة آلة الضغط الاقتصادية “المنح” على الدول النامية تحمل بين جنباتها تناقضاَ غريباً وحجج بسكوتية…مثلاً اذا دخلت الى موقع منظمة العفو الدولية فإنك ستقرأ هذه السطور في صفحتها الأولى :

(تمثل عقوبة الإعدام الحرمان النهائي من حقوق الإنسان. إنها قتل إنسان مع سبق الإصرار والترصد وبدم بارد على يد الدولة باسم العدالة..

إن استخدام عقوبة الإعدام غالباً ما ينطوي على تمييز، ويستهدف الفقراء والمهمشين بشكل غير متناسب. ولم يثبت أنها تشكل رادعاً فعالاً للجريمة، كما أنها تضيف إلى عذاب عائلة السجين المحكوم عذاب أحباء ضحية القتل. وعلاوةً على ذلك، فإنه ما دامت العدالة البشرية غير معصومة من الخطأ، فإنه لا يمكن القضاء على خطر إعدام الأبرياء.

عقوبة الإعدام عرَض من أعراض ثقافة العنف، وليست حلاً له. إنها صفعة في جبين الكرامة الإنسانية، وينبغي إلغاؤه).

العفو منك يا منظمة العفو الدولية..دعيني أرد نقطة نقطة على ما جاء على موقعك…

اولا: ان عقوبة الاعدام تعني الحرمان النهائي من حقوق الانسان..انها قتل مع سبق الاصرار والترصّد وبدم بارد على يد الدولة باسم العدالة: اليس الجاني هو الآخر قد حرم الضحية بشكل نهائي من حقوق الانسان عندما قتله…. الم يقدم الجاني على قتل الضحية مع سبق الاصرار والترصد وبدم بارد…ثم اذا لم تقم العدالة بسيف الدولة ..بسيف من تقام؟ بسيف الثأر والانتقام !…وبهذا تسقط الحجة الأولى.

ثانيا: إن استخدام عقوبة الإعدام غالباً ما ينطوي على تمييز، ويستهدف الفقراء والمهمشين بشكل غير متناسب: هذه الفقرة قد تكون ملائمة للمجتمعات البدائية وليس في دول القانون التي لا تعطي اعتباراً للون ، ولا تخفف عن غني او تبتلي فقير..اما فيما يتعلق بجزئية انه يضاعف من الآم عائلة السجين ..ترى ماذا عن الآم وحزن وجرح عائلة الضحية ؟! الا يستحقون هم الآخرين التعاطف والانصاف…

ثالثاً: الحجة الأخيرة والتي تقول : ما دامت العدالة البشرية غير معصومة من الخطأ، فإنه لا يمكن القضاء على خطر إعدام الأبرياء…وعلى نفس المقياس وعلى نفس المسطرة فلنأخذ الجانب الآخر ،بما ان العدالة البشرية غير معصومة عن الخطأ..فقد تبرىء العدالة جانياً حقيقياً …او تسجن بريئاً مدى الحياة..الأمر غير مقصور على الاعدام فقط…وبهذا تسقط الحجة الثالثة

على اية حال: اذا تأسست منظمة العفو الدولية عام 1961 فإن مبادئنا تأسست قبل 1437 سنة عندما خاطبنا الله تعالى في سورة البقرة قائلاً ” وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(179)..وتفسير الاية الكريمة انه إذا عَلمَ القاتل أنه إذا قتلَ سُيقتل ،يمتنع عن القتل فيكون فيه بقاؤه وبقاء من همَّ بقتله.

أخيراً…سلمت يد من اقترح..ووقع..ونفّذ..فإعادة حكم الإعدام انتصار للدولة.

سواليف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.