صحيفة الكترونية اردنية شاملة

منظمة التحرير والحل الوحيد

0

لا يتماشى اداء رجالات السلطة الوطنية الفلسطينية مع تسارع الحركة البرلمانية العالمية بالضغط على حكوماتها للاعتراف بالدولة الفلسطينية رغم شكلية الاعتراف البرلماني , لكنه سعي ساخن قبيل طرح المبادرة الفرنسية لوضع جدول زمني للاعتراف بالدولة الفلسطينية مترافقا ذلك مع تغير في شكل خطاب الادارة الامريكية حيال التصويت على الدولة الفلسطينية في مجلس الامن حيث المح وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى عدم استخدام الفيتو مقابل ترشيق القرار الفلسطيني والتغير في الشكل ينسحب بالضرورة على المضمون , فهذه الحُمّى من الاعترافات لا يمكن ان تتم دون غمزة عين امريكية .
اداء رجالات السلطة ما زال بطيئا قياسا بالسرعة الاوروبية على وجه الحصر ولا يترافق مع ترتيب الساحة الفلسطينية على اسس وطنية صلبة , فما زالت النكايات الافقية والعمودية داخل الفصيل الرئيس في السلطة تحتل الاولوية قبيل المؤتمر الفتحاوي السابع والمجهول التوقيت حد اللحظة , مع اقفال بوابة المصالحة مع حركة حماس وكأن السلطة موجودة في الضفة فقط ويتبادر السؤال الابرز , كيف نطالب بدولة متصلة في الضفة ومقطوعة مع غزة وعن اي اتصال جغرافي نتحدث طالما الوصل السياسي غير متحقق ؟
في غمرة التباينات داخل اروقة السلطة وفصائلها ثمة انتفاء عن الحديث حيال فلسطينيي الشتات المتروكين لرحمة دول اللجوء دون استشعار لحضورهم او لحقوقهم الوطنية التي يجري التفاوض عليها بمعزل عن اي تواصل معهم , فاتحا هذا الاقصاء ابواب الاسئلة الساخنة من تكوينات دول اللجوء الشعبية والسياسية عن مستقبل اللاجئين ودورهم في بلدان اللجوء وشكل العلاقة المستقبلة معهم وحتى شكل حضورهم على ارض اللجوء , وتاليا هل باتت المخيمات ضرورة او ادماجها في المجتمعات المجاورة والغاء صفة اللجوء ؟
من هذه الاسئلة السريعة التي تطرح الآن همسا ولكنها سترتفع مع اقتراب الحل المتسارع , تتبدى ضرورة احياء منظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني الكامل , فالسلطة الوطنية تتحدث قولا وفعلا عن الفلسطينيين على اراضي الضفة وغزة ولا يوجد مُعبّر سياسي او اجتماعي عن فلسطينيي اللجوء والشتات وثمة خيالات سياسية ترتسم على الخرائط الدماغية تتحدث عن تجنيس اللاجئين في دول اللجوء او ترحيلهم وتوطينهم في دول لجوء تتسع لهم ولا تتحسس تركيبتها الاجتماعية من وجودهم , وامام السؤال المعاشي الصعب والظرف السياسي الشائك تبدو المطالبة بالتمسك بالمخيم وظروف اللجوء والعيش على حلم العودة ضربا من الخيال او العدمية السياسية والاخلاقية .
المشهد الفلسطيني بات قنبلة موقوتة حال عدم الاجابة عن اسئلة اللاجئين واسئلة دول اللجوء التي ترى الانحياز الهائل نحو اليمين الاسرائيلي من شارعه , والتنافس هناك على قتل الفلسطيني وتحقق حلم يهودية الدولة التي دخلت مصنع التغليف السياس ولم تعُد مجرد فكرة , فالتصويت الحكومي أقرها وباقي اقرار الكنيست المحلول الآن ولكنه يميل نحو التطرف اكثر في الانتخابات القادمة مما يعزز فرص اقرار يهودية الدولة ضمن اطر ديمقراطية حسب توصيف السفير البريطاني في الاردن خلال لقاء جرى مؤخرا معه , وهذا يعني مزيدا من التهجير واللاجئين وليس الموجود على اراضيها فقط .
الشارع الاسرئيلي حسم قراره وذهب نحو اليمين والتطرف , وبقي الشارع الفلسطيني مقسوما ومشوها امام الصلابة الاسرائيلية , والحديث العاطفي عن الذاكرة الوطنية والاحتفاظ بقواشين الارض ومفاتيح الدور , ليس كافيا , ولن يكون قادرا على الصمود امام آلة التجريف السياسية والاقتصادية , التي تجتث المواطن الاصلي من وطنه فكيف باللاجئ تحت ظروف اقتصادية وسياسية صعبة , لذلك يجب احياء الحضور الوطني لمنظمة التحرير عبر الية فصل كامل عن السلطة حتى تستطيع ان تتحرك لحماية اللاجئين وتعزيز صمودهم وتحافظ على حقيقة العودة سياسيا واجتماعيا وللحديث تكملة عن الدور المنشود والمطلوب .
الدستور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.