صحيفة الكترونية اردنية شاملة

هل فشلت العقبة كمنطقة خاصة؟!

0

المدينة الاكثر عرضة للتخريب في سمعتها الجاذبة، هي العقبة، ومنذ ان تحولت الى منطقة خاصة، وهي تتعرض الى مشاكل كثيرة، سلبتها جاذبيتها، كلياً.

المناطق الاقتصادية الخاصة، يفترض ان تكون جاذبيتها القانونية والاستثمارية، مرتفعة جدا، حتى تقنع كثيرين بالاستثمار والسياحة، لكننا بعد عدة مشاريع شهدناها في العقبة، عادت المدينة الى الوراء، لان صورتها الانطباعية باتت سيئة، فمن هو المستثمر الذي سيأتي الى مدينة تارة سيقام فيها مفاعل نووي، وتارة تتساقط عليها صواريخ من سيناء، وتارة يضرب فيها عمال هذه الشركة او تلك، وتارة يتم رشق وجوه المسؤولين بملفات فساد ثابتة او انطباعية.
الذي لم يتنبه اليه كثيرون، او قل تنبهوا وفعلوا العكس، يتعلق بسمعة العقبة باعتبارها منطقة خاصة، فهي لم تعد جاذبة لشيء، لان ظروفها معقدة جدا، وعلينا ان نلاحظ ان المدينة تخضع كل يومين لقصة جديدة، وآخرها مشاكل المطار الاسرائيلي الجديد الذي سيضر بمطار العقبة وصولا الى الغاز المتسرب الى المدينة البحرية، مرورا باضرابات الميناء والشركات العاملة.
هذا يعني بصراحة ان علينا اعادة تقييم كل المشروع، في ظل ظروف المدينة الداخلية، وظروف الاقليم المشتعلة ايضا، التي تطرد اساسا كل الاستثمارات من كل المنطقة.
نحن بصراحة امام خيارين فقط، اما اعلان فشل المشروع، والغاء المنطقة الخاصة، واعادتها مدينة عادية، واما وضع خطة لاستعادة جاذبية المدينة كمنطقة خاصة، وهذه الخطة بحاجة الى مال وجهد كبير جدا، لاستعادة ما تم فقدانه، ولاعادة اقناع الناس، ان لهذه المدينة خصوصيتها، التي لا يصح تدميرها وتناسي انها منطقة خاصة لها جاذبيتها التسويقية التي تم الاضرار بها بكل اسف.
المسؤولون يتفرجون على اهم مشروع اقيم في الاردن خلال السنين الفائتة، وحجارته تتساقط، تحت وطأة مشاكل عديدة، وعلنيا ان نعترف هنا، ان الخلط بين مزايا المدينة كمنطقة خاصة، ومتطلبات المجتمع المحلي، ادى الى اشكالية ايضا، فالعقبة تريد ان تروج لذاتها كمنطقة جاذبة، وسكانها لديهم اضراباتهم وحقوقهم التي يطالبون بها، من معلمين وعمال في الميناء والشركات، ولا احد يعرف كيف يمكن المطابقة هنا بين مزايا اي منطقة خاصة، ومتطلبات الجمهور وغضبه، واين هو الاستثمار الذي يقبل بزج نفسه وسط هذا التطاحن؟!.
هوية المدينة ايضا احدى ابرز المشاكل، فهي ميناء، وهي سياحية، و صناعية، وسكانية ايضا، وهي دائرة انتخابية، وخلط الهويات ادى الى هذه المشكلة في مساحة محدودة، لا تحتمل كل هذا.
ما يقال اليوم، ان كل جاذبية العقبة كمنطقة خاصة، التي تم تصنيعها خلال سنين طويلة، تم خسرانها بالتدريج خلال السنين الفائتة، وعلينا ان نسأل السؤال بجرأة ومن داخل البيت الوطني،حول ما اذا كان المشروع برمته قد فشل، ام لا، وماهي الحلول الواجب اتخاذها وفقا للخلاصات؟!.
هذا سؤال نفرده بين يدي من يهمهم الامر، لعلهم يجيبون عليه، بغير الشعارات الجميلة، اوعبر بضعة اغان يدندن فيها المسؤول، ويهز رأسه على انغام «السمسمية» لاننا بتنا في زمن لا يفهم ادارة المدن والمشاريع الكبرى، بالاهازيج والقصيد ايضا.
الدستور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.