صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الملكة: على المعلم أن يكون شجاعا وطموحا

0

افتتحت جلالة الملكة رانيا العبدلله في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات في البحر الميت اليوم السبت، فعاليات ملتقى مهارات المعلمين الاول في الوطن العربي الذي تنظمه اكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين.

واكدت جلالتها خلال كلمة لها في افتتاح الملتقى بحضور وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات ونظيره الاماراتي حسين الحمادي واكثر من 700 تربوي من الاردن ومختلف الدول العربية الشقيقة، أن المعلم هم المحرك الرئيسي في العملية التعليمية، وان توقفه عن التطوير يعني توقف العملية التعليمية بأكملها، وبخاصة في هذا العصر الذي ان لم نواكب فيه الركب العلمي وتطوره السريع فاننا سنبقى على هامش الطريق .

ودعت جلالتها المعلمين تحديث علومهم باستمرار وتبني الأساليب التي تتماشى مع متطلبات العصر، والاطلاع على المؤثرات التي يتعرض لها طلابهم، مشيرة إلى أن دور المعلم تغير اليوم “من ناقل للمعلومة إلى خبير وموجّه، فهو يرشد طلابه نحو المصادر، والتجارب التي تبرهن النظريات، ويحثهم على البحث والربط، ويحفز عقولهم بأسئلة توقظ فضولهم وتشعل فتيل المعرفة”.

وأضافت ان العلم هويتنا، وهو حدودنا، وأفقنا وان الطلاب ليسوا وعاء نملؤه بمعلومات وتلقين، بل شعلة نضيؤها.

وقالت مخاطبة المعلمين “اليوم في ظلّ الانفتاح على العالم، وما تتيحه مواقع التواصل، وتأثيرها الواضح على تشكيل شخصية هذا الجيل، تتعاظم مسؤولياتكم، فأنتم أقرب الناس لأبناء المستقبل وأكثرهم تأثيرا فيهم”.

وأضافت “وبالتقرّب إلى طلابكم، وفهم حاجاتهم النفسية، تغربلون المؤثرات الخارجيّة وتساهمون في رفع ضررها، تعلمونهم انتقاء المفيد، وتسخير التكنولوجيا لبناء الذات والاستفادة من العلوم، ففي بحر الانترنت الشخصيات ثنائية الأبعاد.. أو ثلاثيّة في أحسن الأحوال، وتأثيرها سطحيّ إذا ما قورن بتأثير شخص يتحدث للطلاب يوميا وجها لوجه، يسير بجانبهم ويشاركهم ثلث يومهم و يكتسب ثقتهم بصدقه ووفائه لوعوده والتزامه وشجاعته”.

وأشارت جلالتها إلى أن “الطلاب بحاجة لقدوة يعجبون بها، فهم يتعلمون برصدهم وتقليدهم لقدوتهم مثلما يتعلمون من الكتب”، مؤكدة أن المعلم هو خير قدوة وأكبر مؤثر في أبنائنا وأنفعهم لهم.

وقالت “على المعلم أن يكون شجاعا وأن يكون طموحا، فيطمح لتخريج طلاب متميزين، يطمح لأن يكون القدوة التي ترشد الطلاب وتنمّي قدراتهم، على المعلم أن يرفع سقف توقعاته من طلابه ليحاولوا الوصول إليها، فكلما آمنتم بقدراتهم ازداد طموحهم وتحقيق ذاتهم”.

وأكدت جلالتها على حاجة وطننا العربي للطموح والإيمان بقدرات أجيالنا والخروج من دوامة لوم التعليم على ما يعصف بنا من جهل و بطالة وطائفية وتطرف وغيرها.

وأضافت “ما أحوجنا إلى النظر للتعليم على أنه فرصتنا فالناس يستثمرون في الفرص ويؤمنون بجدواها أكثر من محاولتهم لحل المشاكل”.

وقالت جلالتها إن التعليم “قد لا يكون الحلّ الأوحد لكل مشاكلنا.. لكنني أؤمن بأنّه إن كانت هناك فرصة لإصلاح معظم مشاكلنا، فهي بالتعليم، وإن كان هناك وقت نحن في أمسّ الحاجة لنهضة تعليميّة نحصّن بها أجيالنا، فهو الآن، وإن كانت هناك مهنة تستطيع أن ترتقي بمستقبلنا ونوعية حياة أجيالنا، فهي التعليم”.

وأضافت “أيّها الأفاضل … مهنتكم هي الأهم ودوركم عظيم في توجيه وصقل هوية أجيال أمتنا، في تنشئة جيل يحترم الحياة وقدسيتها، في تنشئة الأجيال على قيم التعايش والحوار، في تنمية الشخصية العربيّة المتكاملة القادرة على الرّيادة والابتكار، جيل تهيأ لتطورات السوق العالميّ والمنافسة فيه مسؤوليتكم كبيرة وثقتنا فيكم عالية”.

وقدمت جلالتها الشكر للشركاء والداعمين لتقديم الدعم للأكاديمية، والمعلمين المشاركين على اهتمامهم بنموهم المهني وتحديث أساليبهم والاستزادة من العلم.

وقال مدير أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين هيف بنايان، إن هذا الملتقى الذي يجمع نخبة من المعلمين والتربويين يهدف الى تداول الخبرة والمعرفة وإتاحتها للجميع من اجل تمكين المعلمين من تحقيق اعلى درجات المعرفة الاثرائية داخل الغرفة الصفية وخارجها، وجاءت فكرته ضمن اطار تشاركي لتعظيم دور المعلم للتأثير في تحصيل الطالب العلمي.

وأضاف “منذ إطلاق أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، بالتعاون مع كلية المعلمين في جامعة كولومبيا قبل خمس سنوات، تم رفد ما يزيد على عشرين ألف معلم من مختلف مدارس المملكة بأفضل الخبرات لبناء قدراتهم، وإطلاق العديد من البرامج المتخصصة في العلوم والرياضيات واللغة العربية والإنجليزية وبيداغوجية التعليم”.

وأشار الى أن العديد من الدول العربية وضعت ثقتها بالأكاديمية للاستفادة من خبراتها، مؤكدا سعي الأكاديمية وبنائها شراكات مثمرة مع جهات مانحة كوكالة الإنماء الامريكية USAID والحكومة الكندية DFATD، بالاضافة لمؤسسات عالمية مثل اليونسكو والبكالوريا الدولية وعدد من الجامعات العربية والأجنبية.

وحضرت جلالة الملكة رانيا العبدالله جلسة حوارية شارك فيها المديرة العامة للبكالوريا الدولية الدكتورة سيفا كوماري ومديرة برامج إعداد المعلم في كلية التربية/ جامعة هارفرد كاثرين ميرزث والبروفسور في قسم الأنظمة الهندسية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) ريتشارد لارسون ورئيس مجلس ادارة اكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين الدكتور تيسير النعيمي.

وناقشت الجلسة دور المعلم والعوامل المؤثرة على ما يقدمه، وكيف يمكن التعامل مع تلك العوامل من خلال تطوير مهاراته ومتابعة المستجدات وبما يخدم دوره كموجه ومشرف وليس كملقن للمعلومة، فيما ناقشت كذلك احتياجات المعلم وكيفية تلبيتها ودور الملتقى في تلبية جزء منها.

وتركز جلسات الملتقى على مدار يومين على تزويد المعلّمين بآليات تعليم وأساليب تدريسية يمكن تطبيقها مباشرة، حيث يهدف المؤتمر بشكل أساسي إلى توفير حلول تربوية قابلة للتطبيق في غرفة الصف. ويوفر هذا الملتقى قاعدة فريدة للمعلمين والعاملين في مجال التعليم لتبادل الخبرات وحضور ورشات عمل يقدمها خبراء تعليم باساليب جديدة ومبتكرة.

كما سيبحث الملتقى محاور تتناول ضرورة بحث الآليات والأولويات التعليمية التي من الممكن أن تلبي احتياجات العالم العربي لتطوير أداء الطلبة.

وسيتخلل الملتقى الذي يعقد بالتعاون مع منظمة البكالوريا الدولية (IB) وشركة تكساس إنسترومنتس للتكنولوجيا (TI) جلسات افتتاحية وورشات عمل وأنشطة يديرها معلمون وخبراء، ومعارض وأنشطة عملية وجلسات تأملية، وتأتي الجلسات مبنية على خمسة محاور أكاديمية هي الرياضيات والعلوم والقراءة والكتابة باللغتين العربية والإنجليزية والتكنولوجيا في مجال التعليم وبيداغوجيا التدريس.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.