صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الإصلاح الفاسد.. أو تأويل الماء راكد

0

الحديث عن الإصلاح، حديث عن ماء راكد، أو حلم رجل طاعن في النوم، رأى أنه يُغمس في ماء راكد، ومن رأى أنه سقط في هذا الماء فهو في غم وهمّ، هكذا يقول مؤولو الأحلام والمستبصرون، ولأن جرعتنا من الماء دائما تساوي سعة فمنا، حسب موريس ماترلينك، فما نستحقه بالفعل، هو ما يعادل المساحة التي نعمل فيها لأجله..

لماذا توقف الحديث عن الإصلاح هكذا فجأة، وكأننا ( سُقِطَ في أيدينا )، وأصابنا الندم ..؟

في الوقت الذي طوّرت فيه الحكومة قدراتها في الالتفاف على الحراكات، والتحايل على الرؤية الإصلاحية من خلال توظيف الواقع المزدحم بالمعطيات المقلقة ( لاجئين وشبه حرب مفتوحة على احتمالات متعددة في سوريا والعراق، وتصاعد موجة مواجهة الإرهاب من جديد، وحوادث وجرائم واعتداءات داخلية )، كل ذلك أعطى الحكومة قدرة على التخفف من الاستحقاقات الإصلاحية التي كانت قد وعدت بها على استحياء، في الوقت ذاته، فقدنا الرغبة في المتابعة، وتراجع الذين أفادوا قليلاً أو كثيراً من الريع السياسي الذي توفره الحكومة أحياناً للبعض منهم ممن ( لحسوا ) كلامهم وشعاراتهم وتجرأوا على المقايضات واستثمار المبرر الأغلى ثمناً في تاريخ الدولة، وهو الخوف، الخوف من أصحاب الأجندات الخاصة ( داخلياً )، والخوف من المحيط (خارجياً) أكثر..

لقد دفعنا ثمناً باهظاً للخوف، بحق وبغير وجه حق.

نريد أن نأمن داخلياً وخاريجاً عبر طريق واحد، وهو تحقيق أهداف التنمية والإصلاح، وتقوية انتمائنا الوطني وهويتنا الوطنية وتعزيز إحساسنا بأن الدولة لكل مواطنيها وأن الحكومة لصالح الجميع، لا تلتف على استحقاقاتها الوطنية ، ولا تخدع مواطنيها بالتسويف والتخويف، ولا تنخدع بالقليل المشكوك فيه وتحسب نفسها على شيء..

نريد كل ذلك .. ولا نقبل بأقل منه، لأن الأقل سرقة للحقوق وتزوير للواجبات وعبث في عدالة كل شيء، وعلى الحكومة أن تعي أن الإصلاح الفاسد أخطر من الفساد، وأجلب للمشكلات وأوفر حظاً في سوء العواقب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.