صحيفة الكترونية اردنية شاملة

إسرائيل تتراجع عن تمويل مخرجة فلسطينية من 48

0

طلبت لجنة يترأسها وزير الاقتصاد وزعيم حزب “البيت اليهودي” نفتالي بينيت من المخرجة الفلسطينية، سهى عراف، وهي من فلسطينيي 48 من مدينة حيفا بإعادة مبلغ حصلت عليه من وزارة الاقتصاد الإسرائيلية مقابل تمويل وانتاج فيلم لها باسم “فيلا توما”.
ووفقا لصحيفة معاريف العبرية، قضت اللجنة التي ترأسها بينيت وعددا من المستشارين القانونيين، وأساتذة أكاديميين، ومدير الوكالة الإسرائيلية لتمويل المشاريع الصغيرة، على عراف بإعادة مبلغ تمويل الفيلم الذي حصلت عليه والذي يقدر بــ 600 ألف شيقل، بسبب خرق عراف المعايير التي حصلت بموجبها على تمويل فيلمها، حيث قامت بتسويق فيلمها على انه فلسطيني وليس اسرائيليا.

وقال بينيت:” لا يجوز الحصول على المال من الدولة، ومن ثم البصق في وجهها، فالمخرجة التي شعرت تماما بأنها اسرائيلية عندما طلبت الحصول على تمويل فيلمها، تذكرت بعد ذلك انها فلسطينية عند تسويق فيلمها”.

من جهتها، قالت عراف إن “اعتبار الفيلم فلسطينيا لا يشكل خرقا لشروط التمويل المالي للفيلم، التي لم تنص على وجوب تحديد هوية الفيلم، ولا يوجد قانون في اسرائيل يحظر عليها عمل ذلك بصفتها عربية، فلسطينية تحمل الجنسية الإسرائيلية”.

وكانت المخرجة الفلسطينية سهى عراف قد رفضت تصنيف فيلمها في مهرجان البندقية السينمائي كفيلم إسرائيلي مصرّة على فلسطينية الفيلم، وهي مسألة تخص “الهوية الفلسطينية” لفلسطينيي 48 ونتاجهم الأدبي، إذ يعانون من سياسة العزل الداخلي، الذي تفرضه اسرائيل عليهم كما تخصّ “التمويل الإسرائيلي” للسينما الفلسطينية. فبعدما حاولت عرّاف تأمين تمويل لفيلمها من مؤسسات في أبوظبي ودبي والدوحة (وهي الآن أكثر الجهات العربية تمويلاً للأفلام) ومؤسسات أوروبية، دون أن تلقى جواباً، اتجهت إلى مؤسسات إسرائيلية للحصول على تمويل للفيلم، على أنها أموال الفلسطينيين دافعي الضرائب تعود لهم على شكل تمويل لأفلامهم، كما قالت عرّاف في أكثر من مناسبة، وبأنها ليست مكرمة إسرائيلية، بل حق لها.

ويروي الفيلم قصّة عائلة فلسطينية مسيحية مكوّنة من ثلاث نساء وابنة أخيهم بديعة، التي ستنضم إليهم في بداية الفيلم آتية من دير للرهبان حيث كبرت يتيمة.

تعيش العمّات الثلاث منعزلات عن المجتمع الفلسطيني في رام الله، حيث تقع فيلا عائلة توما، وهي عائلة أروستقراطية تعيش من تأجير أراضيها الزراعية. تستقبل العمّات المنعزلات بديعة ويبدأن في تربيتها بما يرينه مناسباً لمركز العائلة الاجتماعي، فيعلّمنها اللغة الفرنسية والعزف على البيانو. النفاق الإجتماعي الطاغي على كافة تصرّفات العمّات الثلاث، بنسب أقل عند أصغرهن سناً أنطوانيت، ينكسر بشكل أوضح أمام عفويّة بديعة وطبيعيّتها. هذا التناقض يرسم خط سير الفيلم بين العمّات وبين بديعة، في وقت تقوم أنطوانيت بالتخفيف من وطأة هذا التناقض الذي يفلت من أيديهن أخيراً حين تصل التراجيديا إلى ذروتها، فيحسم أحد أسلوبي الحياة أمر العائلة النسائية الصغيرة. نساء عائلة توما، وهنّ وحيدات هذه العائلة كما يبدو، منعزلات عن المجتمع الفلسطيني في رام الله مرّتين، مرّة طبقياً وأخرى مذهبياً. والفيلم الذي صُوّر في معظمه داخل الفيلا، في أجواء البيت وأثاثه ولباس النساء الثلاث، يوحي أن أحداثه تجري في ستينات أو سبعينات القرن الماضي، لنعرف لاحقاً حين يخرجن إلى شوارع رام الله ذاهبات إلى الكنيسة أن أحداث الفيلم تتزامن مع الانتفاضة الثانية، أي بعد ثلاثين أو أربعين عاماً مما توحي به هذه الفيلا والحياة في داخلها. وإن كانت النساء معزولات مكانياً عن المحيط، لا يخرجن إلا للكنيسة أو لأعراس أو مآتم، وبيتهن لم يدخله زوّار منذ سنين، فهنّ كذلك معزولات زمانياً عن المحيط، إشارة لذلك نسمعها من جولييت حين تستغرب من الأسعار المرتفعة للخضرة التي يجلبها لها أبو حسن، فيرد عليها بأن الأسعار التي تتكلّم عنها تعود للستينات.

وبالحديث عن الانعزال الطبقي والمذهبي يحتوي الفيلم مشهداً وبّخت فيه جولييت بديعة لأنها نادت أبو حسن الفلاح المسلم، بكلمة عمّي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.