انسان..وحقيبة

في عام 2003 وبالتزامن مع بدء الهجوم الأمريكي على العراق ،قامت السفارة الهندية في الامارات العربية المتحدة بإرسال ايميلات وفاكسات الى كاقة رعاياها في الدولة تطلب منهم تحديث بياناتهم وذكر عناوين سكنهم وعملهم بشكل دقيق خشية توسع نطاق الحرب واشتعال المنطقة بأكملها وذلك ليتمكنوا من الاطمئنان على رعاياهم واجلائهم من دول الخليج ان لزم الأمر..

تخيلوا بلد مثل الهند عدد سكانها “1.2” مليار نسمة ، منهم مئات الالاف في الامارات وحدها ومع ذلك لم تغفل أي منهم ، بل وصل كل شخص يحمل جنسية الدولة رسالة على هاتفه أو على بريده الالكتروني تطالبه بالتواصل مع السفارة للاطمئنان عليه وحمايته…

فادي مسلّم..أستاذ جامعي اردني يعمل في جامعة الملك سعود، تم اعتقاله بتاريخ 7-3-2014 اثناء تأديته مناسك العمرة ،على اثر مشادة كلامية بينه وبين ضابط أمن بسبب “استخدامه لكاميرا” حسبما يقول ذووه..ومع صدور قرار الإفراج عنه بعد ساعة من حدوث المشادة الا انه حتى اللحظة أي ما يزيد عن سبعة شهور لم ينفذ القرار بعد..

المراجعة المتكررة التي يقوم بها أهله الى الخارجية الأردنية لم تصل الى نتيجة فالخارجية تقول انها بعثت اكثر من رسالة الى الجانب السعودي لكن دون ان تحصل على اجابة شافية..فالمعلومات التي ترشح من هناك قليلة جداً من بينها ان الاستاذ الجامعي دخل في إضراب مفتوح..وعلى كل الأحوال هذا لا يعفي خارجيتنا من مسؤوليتها التي يجب ان تلعب دوراً أهم وأجدى لمتابعة حال الشاب وغيره ممن يتعرضون لحالات مشابهة في دول مختلفة.

ولمزيد من الانصاف ، نحن لا نعرف سبب الاعتقال الحقيقي للشاب ،ولا نملك اية تفاصيل أوسع عن القضية ،نحن اطلعنا على ما وردنا من المقربين من فادي مسلم، لكننا في نفس الوقت على ثقة بأن عدالة القضاء السعودي ستنصفه لا محالة،متمنين ان تفرج عنه السلطات هناك لا سيما في هذه الأيام المباركة ليعود الى أهله وتقرّ أعينهم..

والله من وراء القصد..

سواليف