صحيفة الكترونية اردنية شاملة

لم تعد المفاوضات العربية الإسرائيلية عادية

0

منذ أعوام تطرح الشخصيات العسكرية والأكاديمية الإسرائيلية أفكارا جديدة لحل القضية الفلسطينية وتهدف كلها إلى تجاوز المواقف الإسرائيلية التي تخلقها إسرائيل التي تستمر في سلب الأراضي وبناء المستوطنات ويناء الجدار العازل وتقطيع أوصال الضفة الغربية وبناء الطرق العابرة التي تخترق الأراضي الفلسطينية.
ومنذ أكثر من ثماني سنوات طرحت شخصيات إسرائيلية فكرة الفصل بين الحلول السياسية لقطاع غزة عنها فيما يتعلق بالضفة الغربية، وبحيث تنشأ دولة فلسطينية في قطاع غزة وذلك مع التصورات المتطورة بمنح 1600 كلم من أراضي سيناء وضمها للقطاع بما يسمح في الإنتشار فيها بعيدا عن الإكتظاظ في الجزء الحالي من غزة، وفوق ذلك كله تلك الوعود المتعلقة بمخزون إحتياطيات الغاز قبالة الساحل الفلسطيني المقابل لغزة، وكلها تسمح بانطلاق دولة فلسطينية في غزة مشابهة لهونج كونغ كما يتصور أصحاب الطرح.
وجاء النفي المصري يوم الإثنين 8 /9 / 2014 لما تناقلته الأخبار عن طرح تصور مصري مشابه للحل السابق المشار إليه. فهل هذا بالون إختبار أم أنه طرح إنكشف وبانت الطبخة السياسية أمام الرأي العام الذي غالبا ما سيرفضه الفلسطينيون.
على الشعب الفلسطيني أن يعرف أن قواعد التفاوض وطروحات الحلول لم تعد كما كانت، والإسرائيليون يشعرون بتفوق عسكري وبأن خططهم واستراتيجياتهم الكثيرة لا يقابلها من الدول العربية أو من السياسيين العرب أي شيء عملي، بالإضافة إلى إيمانهم بأن الكثير من القادة العرب وسياسييهم يتغيرون ويتبدلون وبأن معظمهم ليس له سياسة ولا هدف يسعى لتحقيقه ولا إستراتيجية لبناء بلدانهم، فكيف بهم عندما يجابهون وضعا يفوق قدراتهم الفكرية والعملية والسياسية فيتركون الحال بسوئه لإخوتهم الفلسطينيين باعتبارهم أصحاب القضية.
الفلسطينيون مطالبون أكثر من ذي قبل بأن يمتلكوا فريقا سياسيا متوحدا ووطنيا وصاحب رؤية سياسية ليقود مسيرتهم السياسية قبل أن يمتلكوا الحلول العسكرية البديلة، فالنصر في غزة قد رفع المعنويات ولكنه دمر البنيان على يد الاسرائيليين الذين ألحقوا الخسائر المتعمدة التي يضع الاسرائيليون لها عنوانا : سندمركم ونقتلكم ولن يحاسبنا أحد، وكأن العالم كان يعرف ما جرى أو سيجري وهو لهذا يجاري الإسرائيليين دفاعا عنهم أو مشاركة في أهدافهم .
لا أعتقد بأن ما حدث في الحرب الأخيرة في غزة يأتي بمعزل عن الطروحات الجديدة التي لم تعد عادية ولا علاقة لها بحدود 1967 ولا بوضع الضفة الغربية وإغتصاب أراضيها.
والله الموفق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.