صحيفة الكترونية اردنية شاملة

غزة تستعيد روحها المقاومة

0

عندما ينتهي الصمت ، وتنطلق صفارات الانذار يبدأ العدوان ، وتبدأ المقاومة ، وتبدأ معركة الدفاع عن الكرامة والحرية والحياة في غزة التي تقاتل وتدافع من وراء جدار الحصار.
اعتقد الاسرائيليون ان الطائرات والدبابات ومختلف انواع الاسلحة اقوى من حق الشعوب بالحياة والحق بتقرير المصير . واعتقد الاسرائيليون ، الذين تحركوا نحو اليمين المتطرف ، ان السلام هو الاستيطان وفرض الشروط الصعبة في ظل هشاشة الواقع العربي ، الى ان جاء الرد من القطاع المحاصر رافضا الشروط والواقع ، بالتضحية وفتح شرايين الحياة التي اعطت الكثير من الدم والصمود ، اضافة الى زخات من صواريخ وغضب اعادت فلسطين الى الذاكرة العربية .
ارادت الحكومة الاسرائيلية بعدوانها تحقيق عدة اهداف ، اولها ضرب البنبة التحتية والعسكرية للمقاومة في القطاع ، كما ارادت ضرب التوافق الفلسطيني وانهاء المصالحة والتفريق بين السلطة في رام الله وبين حركة حماس في غزة ، كما ارادت حكومة نتنياهو اليمينية اعادة التوافق بين تشكيلتها الوزارية المتناحرة المتصارعة حول مواقع القرارعلى مشارف الانتخابات الداخلية .
ولكن المقاومة في غزة ، وبكل فصائلها ، وكذلك الشعب الفلسطيني في كل مواقعه تمسك بالوحدة والمصالحة والتوافق ووقف صامدا في مواجهة العدوان. كما تمكنت المقاومة من تقديم عدة مفاجآت عبر ردها على العدوان الوحشي الذي استهدف الاحياء السكنية وقتل المدنيين للضغط على حماس سياسيا واجبارها على طلب وقف اطلاق النار والقبول بهدنة طويلة بلا اطلاق الصواريخ . واول المفاجآت كان اختراق القبة الحديدية عن طريق اطلاق مكثف من زخات الصواريخ مرة واحدة .
كذلك قامت المقاومة باطلاق صواريخ جديدة يصل مداها الى 150كلم ، حيث وصلت الصواريخ الى ضواحي مدينة حيفا والى الخضيرة ومنطقة ديمونا . اما المفاجأة الاخرى فكانت بوصول مجموعة من المقاومين الى قاعدة زيكيم البحرية قرب عسقلان بعملية انزال من البحر، وهي العملية ، وان لم تحقق اهدافها كاملة ، الا انها اصابت الجيش الاسرائيلي بالصدمة ، لنها حققت اختراقا خطيرا ومهما للجدار الامني الاسرائيلي .
والاهم من كل ذلك هي ان المقاومة في قطاع غزة المحاصرة يملك القرار والقدرة على الرد والتصدي والصمود ، وان الشعب في غزة يملك القدرة على العطاء والتحمل ، وتقديم التضحيات ، والدفاع عن حريته وكرامته . والجميع يعرف ان المجتمع الاسرائيلي المتطرف الذي يدعم حكومته العنصرية يواجه نتائج هذه السياسة العنصرية ، وعليه ان يدفع ثمن رفض الاقرار بالحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني ، ورفض السلام والجنوح الى الخيارات الامنية والعسكرية ودعم الحرب على غزة .
نعم ،الكل يعرف اليوم ان صمود غزة هو هزيمة سياسية وعسكرية لاسرائيل ، وان على العالم الذي بات يسأل عن الدولة الفلسطينية ، وعن حل الدولتين وعن السلام ، ان يتحرك ويضغط ويفرض العزلة على اسرائيل ، لأن الشعب الفلسطيني هو وحده الذي يواجه قوات احتلال استيطانية استعمارية في القرن الواحد والعشرين .
والان ، غزة تستعيد روحها فتقاتل وتقاوم من اجل الحياة والحلم والحرية القادرة على استدعاء المستحيل .. كما الورد الذي يدافع عن كرامته …

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.