صحيفة الكترونية اردنية شاملة

رئيس جديد وتحديات كبرى..

0

قبل اعلان النتائج الرسمية لانتخابات الرئاسة في مصر نستطيع التأكيد ان المصريين اختاروا الحل الامني ، فاختاروا المشير عبد الفتاح السيسي ، لأن باعتقاد الجميع انه المرشح القادم من المؤسسة العسكرية والقادر على اعادة الامن والاستقرار للبلاد ، على قاعدة ان الحل الامني هو بوابة الحل الاقتصادي.
ولكن اللافت ان نسبة المشاركة في الاقتراع لم تكن كما توقعها انصار المشير، فلم تقترب النسبة من واقع التفويض الذي منحه اياه الشعب يوم 30 يونيو، ولا حتى في مستوى عدد المشاركين في الاستفتاء على الدستور، رغم تمديد الاقتراع الى يوم ثالث . ويبرر البعض ان انخفاض النسبة سببه عدم وجود منافسة حقيقية ، لأن الجميع توقع فوز السيسي بنسبة متقدمة ، وبفارق كبير في عدد الاصوات بين المتنافسين الوحيدين ، اضافة الى التزام التيار السياسي الاسلامي (جماعة الاخوان ) بقرار المقاطعة .
رغم هذه الاجواء التي سبقت عملية الاقتراع ، لم ينسحب المنافس الوحيد للسيسي وهو السياسي الناصري حمدين صباحي، الذي قرر الاستمرار حتى النهاية ، لاعتقاده بان الانسحاب من ساحة المعركة هو اذعان واستسلام ، لا يليق بسياسي متمرس له تاريخ طويل في العمل الوطني.
ونسبة الاصوات التي حصل عليها المشير تدلل على ان المصريين عقدوا على الرئيس الجديد ( السيسي) آمالا كبيرة ، لاعتقادهم انه قادر على حل المشكلات الكبيرة التي هي بحجم مصر. وهذا يعني ان الشعب المصري يريد حلا لكل مشاكل مصر الامنية والاقتصادية والاجتماعية ، اي انهم يريدون من المشير ان يحمل عصا سحرية ويحقق المعجزات ، وهذا يضعه تحت ضغط كبير ويلقي على كاهله مسؤوليات ضخمة في بداية المشوار وفي اول الطريق.
والحقيقة ان انتقال مصر من حالة الترهل ، وهي حصيلة تراكمية لثلاثين عاما من حكم النظام السابق ، ووضعها في الطريق الاصلاحي التدريجي الصحيح ، وفق خطة تنموية مدروسة تحقق بداية النهوض الجديد والتقدم الى الامام ، تحتاج الى مشاركة جدية من كل القطاعات والكفاءات ، والى جهود كل المصريين المخلصين ، لأن مصر تسعى الى اعادة صياغة مستقبلها ، واستعادة دورها في الساحتين العربية والدولية ، اضافة الى حل مشكلاتها الصعبة المتمثلة بالبطالة والفقر والفساد المستشري ، وتحقيق الاصلاحات الادارية والسياسية والاقتصادية ، بالتنسيق والتعاون والتكافل الداخلي ، وبالدعم العربي والدولي .
لذلك يعرف الجميع حجم التحديات التي تواجه الرئيس المصري الجديد ، ولا اعتقد ان الوضع الراهن في مصر يحتمل اي تقاعس اوفشل او تردد ، لأن الشعب المصري الذي منح ثقته للقائد سيظل هو صاحب القرار، وهو الذي يعرف الطريق الى الميادين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.