صحيفة الكترونية اردنية شاملة

على رصيف الأزمة

0

خاص بصحيفة المقر
يجلس الكثيرون يراقبون وينفعلون وينقسمون, مثل الجمهور الذي يتابع المباريات في الدوري العالمي او الاوروبي, حيث لم تعد المباريات الوطنية قادرة على اشباع نزعة الترفيه النفسي للمواطن المكتوي بلهيب الاسعار واعباء الالتزامات المعيشية, واصبح الانطباع الخاطىء بان الشعب الاردني صاحب امتياز متفرد ب” كشرة وعبوس ومزاج حاد”.
من الضروري الاشارة الى ان هجرة الاهتمام من الوطني الى العالمي حتى في مجال الفن والادب والالعاب كانت بفعل التشويه المقصود لمكنونات الوعي الوطني والحس القومي والهوية الاسلامية الجامعة لمكونات الوطن, ثقافة العنف المجتمعي وافدة ومصنوعة ومصممة في مختبرات ” قوى التعطيل والشد العكسي” وتهدف الى التجزئة والتأزيم والتقسيم وتشظي الوحدة الوطنية وتفسيخ النسيج الكلي للمجتمع واضعاف الدولة.
في تعريف الازمة باعتبارها نمط معين من المشكلات أو المواقف التى يتعرض لها فرد أو اسره او جماعة ويتطلب رد فعل من الكائن الحي لإستعادة مكانتة الثابته واعادة التوازن في اداء اللحظة الراهنة وتصويب المسار والتوجه, نفخ بعض الجالسين على رصيف الازمة في مشكلة جانبية عارضة وطبيعية لدى الحركة الاسلامية فجعلوا من الحبةِ قبةً وفتلوا من الرمال حبالاً, في حين راهن اخرون على اوهام الانقسام والتشظي وتشفى خصوم ومنافسون, وساهم في صناعتها بعض اصحاب النفوذ والقرار, ولا اغفل الفيض الواسع من الاصدقاء والمشفقين الذين وضعوا ايديهم على قلوبهم واصابهم تخوف وقلق ليس على واقع الحركة الاسلامية فقط, وانما تخوف من تداعيات الكوابيس التي تبشر بها اقلام واوهام امتهنت الاساءة للحركة الوطنية واعتاشت على النيل واللمز من الحركة الاسلامية.
لدي ما اقوله للاصدقاء وما ابشر به المحبين والمتعاطفين, ان ما جرى ليس سوى “فقاعة في فنجان مكسور” وعما قريب سيتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر وتنقشع سحابة الصيف ويتاكد للجميع ان استمرار الرهان على احصنة هزيلة سيؤدي الى المزيد من الفشل, واما الذين قدموا خلاصة تجاربهم باعتبارهم خبراء في الحركة الاسلامية وتحديدا من غادر منهم الى احضان السلطة واغراءآتها وغواياتها وساهموا في صناعة الازمة فلن استطيع ان اخفي سعادتي وتوصيتي لاوليائهم بالمحافظة عليهم والاستفادة من خبراتهم فاكبر هدية تهدى لنا ان يكون الدب صديقا للخصم وان ان يكون الغراب دليلهم, وقد كانت تقديراتهم عبر سنوات مضت خائبة بامتياز, ابارك لكم هذا الاختيار ويبدو انكم لا تحبون الناصحين.
في زوايا باهتة على رصيف الازمة يتسكع نفر فجروا في الخصومة والاساءة, لن ادخلهم في الحساب وهم اول نفر اسامحهم واعذرهم لانهم بهجائهم الرديء يقتاتون ويتسلقون, ليس من اجلهم ولكن من اجل قوت ابنائهم.
اخيراً ولمن احتفى بالزوبعة واحتفل بها ابارك لكم في جمرة التقطتموها بايديكم وتظنون انها تمرة, التقطوها كما شئتم فسوف تكون وبالاً عليكم بما كسبت ايديكم, والعاقبة للمتقين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.