صحيفة الكترونية اردنية شاملة

في قلب العاصفة !!

0

اذا اردت ان تعرف ماذا في اسرائيل يجب ان تعرف ماذا في اوكرانيا ،لأن التاريخ سجل ان اوكرانيا كانت الخزان الكبير الذي مد الحركة الصهيونية بالرواد الاوائل وفي طليعتهم غولدا مائير التي تحدثت في مذكراتها باعتزاز عن تصدير القادة والمهاجرين الى فلسطين الذين لعبوا دورا مهما في قيام الكيان الصهيوني .
والثابت ان اسرائيل، كانت ولا تزال ، المستفيد الاول والاكبر من الحروب التي تشتعل في جوانب هذا العالم ، كما هي المستفيد الاول من حالات الفوضى والحروب الاهلية في المنطقة والعالم ايضا . هذه الحقائق اذكرها بعدما قرأت الخبر الذي يفيد ان اسرائيل استقبلت اكبر عدد من المهاجرين اليهود القادمين من اوكرانيا خلال الفترة الزمنية الماضية ، بسبب الاحداث الاخيرة .
وتأتي الحملات الجديدة من المهاجرين اليهود في الوقت الذي تستعد فيه اسرائيل للاحتفال باحتلال فلسطين في حرب 1948 التي اسمتها الحركة الصهيونية ” حرب الاستقلال” ، في حين اطلقت على حرب عام 1967 اسم ” حرب التحرير” ، وهذا يعني ان اسرائيل لم ولن تعترف بانها قوة احتلال .
وعندما نتحدث عن استقدام موجات جديدة من المهاجرين ، يجب التذكير بالمشروع الاسرائيلي الاستيطاني في الضفة الغربية ، وبخطة التهويد التي تعمل على تحويل القدس العربية الى حديقة يهودية . كما نريد التوقف قليلا عند المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية التي وصلت الى طريق مسدود .
ففي الوقت الذي اعلن فيه المندوب الاميركي مارتن انديك عن نيته تقديم استقالته ، بدأت اسرائيل حملتها الاعلامية لتحميل الجانب الفلسطيني مسؤولية فشل المفاوضات التي تسميها حكومة نتنياهو مسيرة السلام . والذي اثار الاسرائيليين واغضبهم أكثرهوقبول قيادة السلطة الفلسطينية بالمصالحة مع حركة حماس وانهاء الانقسام الفلسطيني ، وهو الخيار الاخير للرئيس محمود عباس للخلاص من المراوغة الاسرائيلية ، بعدما رفضت حكومة اليمين الاسرائيلي شروطه وفي مقدمتها اطلاق الدفعة الرابعة من الاسرى والمعتقلين ووقف الاستيطان وترسيم الحدود . كذلك الهروب من الضغوط الاميركية التي كانت مسلطة على رقبة المفاوض الفلسطيني كالسيف ، في حين تعاملت بلين وميوعة مع الاجراءات الاسرائيلية الاحادية الاستفزازية التي كانت السبب في فشل المفاوضات التي انطلقت قبل اكثر من عقدين من الزمن .
هذا الواقع يذكرنا بقول اسحق شامير عقب مؤتمر مدريد عندما قال: “سنفاوضهم عشرين عاما دون ان نعطيهم شيئا ” . واذا كانت اسرائيل تستعد للاحتفال بمناسبة مرور66 عاما على قيام “الدولة اليهودية” في فلسطين ، كما تستعد للاحتفال باحتلال الضفة الغربية في الخامس من حزيران ، يجب ان تعرف ان المشهد لا يتسع للحرب والسلام معا ، وعلى الشعب الفلسطيني ان يجعل الاحتلال اكثر كلفة .
هذه التطورات المتسارعة تضع الرئيس الاميركي امام قرارات حاسمة ، وهو الذي وعد باحلال السلام في الشرق الاوسط بانهاء الصراع على قاعدة حل الدولتين ، وانه لن يتراجع . كذلك هو الذي وعد بحل الازمات والمشكلات بالوسائل السلمية وليس بشن الحروب ، اضافة الى عدم قدرة الولايات المتحدة على شن حروب جديدة لاسباب اقتصادية ولاسباب سياسية فرضتها المعادلة الدولية الجديدة .
كل هذه التطورات تدفعنا الى التساؤل : كيف ستواجه القيادة الفلسطينية هذه الازمة ، وماذا في جعبة ” ابو مازن ” للتصدي لاجراءات اقتصادية وسياسية وعسكرية اسرائيلية جديدة ، والتعامل مع الضغوط الاميركية القريبة المنتظرة ، وماذا سيقدم العرب لدعم ثبات الشعب الفلسطيني في مواجهة العاصفة ؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.