صحيفة الكترونية اردنية شاملة

معان: هدوء حذر عقب ليلة مسلحة (صور)

0

لليوم الثاني على التوالي تدخل معان عصيانها المدني واحتجاجها على أسلوب التعاطي الأمني الذي تنتهجه الحكومة في حين تسود المدينة أجواء من الهدوء الحذر عقب ليلة شغب مسلحة خلفت أضرارا وخسائر مادية في بعض المؤسسات الحكومية والأهلية.

وكانت فعاليات معانية في عمان قد عقدت ليلة أمس اجتماعا تشاوريا في منزل الوزير الأسبق احمد العقايلة ضم وزراء ونوابا سابقين وحاليين من أجل تدارس الأزمة الحالية في معان والتواصل مع الحكومة لإيجاد حلول لها إثر وفاة مواطن برصاص رجال الدرك .

وفي ذات السياق أبلغ وزير الداخلية حسين هزاع المجالي الفعاليات المجتمعة في عمان أمس أن الحكومة في حل من أمرها وستتخذ ما تراه مناسبا لفض المحتجين وإعادة الهدوء وبسط الأمن في معان وإلقاء القبض على المطلوبين من خلال حملة أمنية موسعة رافضا العرض الذي قدمه وجهاء معان وفعالياتها بمنحهم مهلة عشرة أيام من أجل تسليم المطلوبين وتجنيب الوطن الفتنة والخسائر في الأرواح ، مؤكدا لهم أن الوضع في معان يتجه للتصعيد.

ومن جانب آخر احرق محتجون ليلة أمس العديد من المؤسسات المصرفية منها البنك العربي والبنك الإسلامي وأجزاء من البنك الأهلي وبعض الممتلكات العامة كما أضرموا النيران في الإطارات المطاطية مغلقين الشوارع الرئيسية في المدينة لتتدخل قوات الدرك من خلال دوريات شملت معظم مناطق المدينة لتفريق المحتجين بواسطة الغازات المسيلة للدموع.

كما وقع تبادل لإطلاق النار بين مسلحين وقوات الدرك قرب محكمة معان وفي شارع الملك حسين دون وقوع إصابات تذكر في حين قام بعض المحتجين بإعطاب مركبتين لقوات الدرك بواسطة قنابل المولوتوف فيما سمع صوت قنابل صوتية مدوية ألقيت من قبل قوات الدرك لتفريق المحتجين.

وشهدت المدينة عقب تصريح وزير الداخلية بتنفيذ حملة أمنية لم تحدد طبيعتها توترا ملحوظا أعقبه انتشار لمسلحين ملثمين وسط المدينة تحسبا لأية إجراءات أمنية فيما رصدت تعزيزات أمنية كبيرة في محيط معان بعد إغلاق منافذها الرئيسية ليلة امس .

صمت حكومي

يشار إلى أن الحكومة لم تصدر أي بيان رسمي بشأن الأحداث في معان لغاية اللحظة فيما يطالب المواطنون في معان في الظرف الراهن بإقالة وزير الداخلية والحكومة المحلية في معان والقيادات الأمنية فيها وحل إشكاليات المدينة والملف الأمني العالق منذ سنوات وفق القانون والدستور وبدون أية انتهاكات لحقوق الإنسان وتحويل المتورطين بقتل الشاب قصي الإمامي للقضاء فيما يتوقع متابعون أن تبدأ الحملة الأمنية مساء اليوم.

الإخوان يطالبون بسحب الدرك

قالت جماعة الاخوان المسلمين إن “اللجوء الى القمع والعنف ومواجهة الشعب بالحل الأمني مؤشر على الضعف والعجز وضيق الأفق”.

جاء ذلك في بيان صدر فجر اليوم عن الجماعة حول الاحداث في معان والتي قال فيه الاخوان انهم يتابعون ازدياد التوتر والاحتقان وخطورة اتساع او تحول الاحداث إلى مواجهات ومصادمات في المدينة بقلق بالغ، مؤكدين ان هذا التوتر “لن ينتج عنه الا خسارة في الانفس والممتلكات وهدرا لمقدرات الوطن واستنزافا لامكاناته”.

ودعت الجماعة صانع القرار الى “معالجات سياسية” لاحداث معان وقالت: “المعالجات السياسية الحكيمة دليل على ثقة المسؤولين وقوة الدولة وهيبتها”.

ونوه الاخوان بان “تكرار الازمة في محافظة معان واستمرارها يؤكد على ضرورة البحث عن حلول شاملة تبدأ بالاستماع والحوار واقرار مشاريع تنموية واقتصادية واجتماعية ودينية”.

وطالب بيان الجماعة “اصحاب القرار بتحمل مسؤولياتهم وسرعة العمل على تلافي مخاطر اراقة الدماء او اهلاك الممتلكات”.

وتساءل البيان عن غياب الرواية الرسمية والموقف السياسي حتى اللحظة مع تفاقم الازمة وتطورها على حساب ارتفاع صوت التهديد الامني الذي راح ضحيته مواطن بريء ذنبه انه مر في المنطقة وكذلك ازدياد الاحتقان المتفاقم”.

وأهاب الاخوان المسلمون “بالجميع تقدير الموقف بمسؤولية وتغليب مصلحة الوطن وتجنب اي صدام”.

وأكد البيان ان واجب الحكومة صاحبة الولاية العامة ان تسارع الى الإبتعاد عن مناطق الاحتكاك وسحب قوات الدرك. وافساح المجال أمام الحوار المسؤل مع وجهاء المحافظة وبمشاركة مع الشخصيات الوطنية والجهات الشعبية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.