صحيفة الكترونية اردنية شاملة

هوية جديدة للحراك في لبنان..

0

قامت مجموعة من الاطفال والشبان اللبنانيين بوضع اكاليل من الورد وباقات من الزهور على قاعدة نصب الشهداء في ساحة البرج (الشهداء) ببيروت تحت عنوان تحصين السلم الاهلي في لبنان . حدث ذلك في ذكرى مذبحة عين الرمانة التي كانت الشرارة التي اشعلت نيران الحرب الاهلية في لبنان في 13نيسان عام 1975.
ويأتي هذه المبادرة الجميلة الضرورية في الوقت المناسب وفي لحظة تاريخية مهمة وحساسة من تاريخ لبنان المعاصر. لبنان يقف الان على عتبة مرحلة جديدة من التوافق السياسي الذي يسبق معركة انتخاب الرئيس الجديد ، عبر رسائل تهدئة بين قادة التيارين الاكبر ، واعني تيار 14آذار وكتلة 8 آذار . هذا التفاهم او التقارب النسبي بعث شيئا من التفاؤل بفرض الامن والاستقرار الداخلي ، وتحصين الساحة اللبنانية وابعادها عن النار المشتعلة على الحدود الشرقية والشمالية .
هذا الهدوء النسبي لم يكن سوى هدوء ما قبل العاصفة . وهذا اللاستقرار النسبي اخرج اللبنانيين من داخل حصونهم الطائفية والمذهبية ، كما اخرجهم من قلاعهم السياسية المغلقة ، وبالتالي شجعهم على القفز من فوق كل حواجزالصراع الوهمي للالتقاء في ساحة المعركة الاجتماعية الاقتصادية الاصلاحية التي يشهدها لبنان يوم غد الثلاثاء .
في الصباح سيجتمع النواب في مجلسهم لمناقشة قضية سلسلة الرتب والرواتب . وستنعقد الجلسة على وقع هتافات منتسبي النقابات اللبنانية الهادرة ، حيث دعت لجنة التنسيق النقابي الى الاضراب العام والى اعتصام عمالي في ساحة رياض الصلح المجاورة لساحة النجمة حيث مقر مجلس النواب ، للمطالبة باقرار حقوق موظفي القطاع العام تحت عنوان ” سلسلة الرتب والرواتب ” والتي تكلف خزينة الدولة مبالغ طائلة ، والى الدرجة التي دفعت وليد جنبلاط الى اعلان خشيته من يتحول لبنان الى يونان آخر، اذا لم يرافق هذه القرارات اجراءات مالية وضريبية تغذي خزينة الدولة ، وفي مقدمتها الاصلاح الاداري ومكافحة الفساد .
بالمقابل يحاول رئيس مجلس النواب نبيه بري اقناع هيئة التنسيق النقابي ، والنواب معا ، القبول بتنفيذ سلسلة المطالب على مدى ثلاث سنوات ، يرافقها اجراءات ضريبية واصلاحات تراعي وضع الخزينة والاستقرار الاقتصادي ، ومكافحة الفساد ، خصوصا ان مديونية لبنان بلغت حوالي 65 مليار دولار حتى الان . ولكن طبقة السلطة المالية في لبنان ترفض رفع الضريبة على دخل المصارف بمعدل نقطتين ، وتلوح بوقف اقراض الدولة او شراء سندات الخزينة .
وهذا يعني ان المواجهة الان في لبنان ستكون على شكل معركة مفتوحة بين قيادة سلطة المال وبين السلطة السياسية لاول مرة ، بحيث تحولت الحرب ، من حرب طائفية يديرها امراء الطوائف الى حرب مطالبة اجتماعية طبقية واقتصادية تتعلق بحقوق العاملين ومستوى معيشتهم ، وهي المواجهة التي كان يتجنبها امراء الحروب والطوائف في لبنان منذ عقود طويلة مضت .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.