صحيفة الكترونية اردنية شاملة

نماذج مؤلمة من بلد ينهار!

0

كان المشهد سوريالياً وقبيحاً ومحزناً، مياومون يتظاهرون امام مياومين في بلد بات يغرق في الفوضى والفساد والفجور التي تستدعي استنساخ سدوم وعامورة وما في ذلك من النار وغضب الذين في السماء.
من أين جاء هؤلاء المياومون في شركة الكهرباء التي افلست البلد ورتبت عليه ثلث الدين العام؟ جاؤوا يا طويل العمر من المكان اياه الذي جاء منه معظم ( كي لا أعمم) هؤلاء الذين يسمّون أنفسهم نوّاباً عن الشعب (وأي شعب) فلم يصنعوا له غير النوائب والمصائب!
الفرق انه جيء بالمياومين لسدّ العجز بعدما دمرت الحكومات شركة الكهرباء، وجيء بالمياومين من النواب لتأبيد العجز في السلطة التنفيذية… فصحتين يا شعب لبنان اللطيم، وقد صار عليك الدفع لتثبيت المياومين، لتفتح الطرق المقفلة بالاطارات المشتعلة والغضب الساطع، وأيضاً بالحواجز الامنية حرصاً على سلامة النواب من غير شرّ، فليمت المرضى في السيارات العالقة، وما الفرق لو ماتوا أمام المستشفيات وضيق ذات اليد؟
وكيف اهتدت هذه العقول النيابية النيّرة بعد سبعين عاماً الى ذلك الحل السحري لمشكلة الإيجارات القديمة، التي جعلت المالك والمستأجر في مرتبة الضحية الواحدة، وأقامت فوق رؤوس القاطنين والمارة ٥٠٠ مبنى متهالك في بيروت وحدها معرّضة للانهيار، ليصير عليك الآن ايها المواطن الآدمي والتعّيب ان تتفضل وتموّل صندوق التعويض لحل المشكلة، وان تسد نيعك وتصفّق للنواب الاشاوس الذين اخترعوا بارود الحل، قبل ان يفترش المستأجرون الشوارع فتلد النساء في السيارات ويولول الاطفال ويكون يوماً عظيماً!
وكيف استطاعت السلطة ان تنفذ خطة امنية لمدينة طرابلس المنكوبة، بعد عشرين جولة من القتال ووقف للنار، ولماذا لم يتوافر هذان التصميم والعزم (عزم ؟) من قبل وقد كان الامر أسهل قبل ان تسيل دماء وتدمّر بيوت. وفي اي حال هل هذه خطة أم “خلطة” امنية، بعدما اعطت الدولة الجنرالات في جبل محسن وباب التبانة فرصة اربعة ايام لكي يتواروا ربما للحصول على شهادات الدكتوراه، على ما يقول وليد جنبلاط لشدة سروره عليم الله!
واذا كانت اصابع قادة الاتحاد العمالي العام تكاد تثقب شاشات التلفزيون لتنغرز في وجوه المشاهدين من المواطنين الصالحين الذين يخافون الله وعبيده أيضاً، فيرتعدون خوفاً من صراخ الملوّحين بالثبور وعظائم الأمور، فمن أين جاءنا غضب المراقبين الجوّيين ومن راقب الجو سرّ قلبه ورضيت نفسه، ثم ماذا نفعل لمكافأة الفاشلين المطالبين بتعيينهم كتّاباً للعدل، بعدما رسبوا في الامتحان ونال بعضهم صفراً مكعباً، أم ان الصفر موهبة متفوقة في جمهورية قراقوش، وهل يقبل النواب بالمشروع لأن العدل أساس الملك، فالصفر في المسؤولية كالصفر في كتابة العدل!

النهار

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.