تحذيرات من ‘زوال’ البحر الميت

بيّن الدكتور حازم الناصر وزير المياه والريّ أن المياه الجوفية تدنّت إلى 52 متراً في بعض مناطق حوض البحر الميت، و30 متراً في حوض عمّان – الزرقاء، وترافق الانخفاض مع زيادة في ملوحة المياه الجوفية، فاقمها الاستخراج الجائر.

وتناول الناصـــر في حديث مع صحيفة “الحياة” اللندنية، بإسهاب بعــضاً من وقائع الحال في البحر المـــيّت، قائلا : “في العام 1960 كان منخفضاً عن سطح البحر المتوسط بـ 390 متراً، بمساحة 1020 كيلومتراً مربّعاً. في 2006، انخفض إلى 420 متراً تحت سطح البحر، وتقلصّت مســاحته إلى 630 كيلومتراً. وفي الماضي، كانت تصــله مياه بما يزيد على بليون متر مكعب، انخــفضت بأضـــعاف مضاعفة، بسسب حجز مياه الفيضـــانات في أودية الجــانبين الشــرقي والغربي، وانخفاض ما يصـــــله من مـــياه نهر الأردن إلى أقل من 10 في المئـــة من معدّلاتها طبيعيّاً»، وفق كلمات الناصر.

وأكد الناصر، أن الأردن والمنطقة تعيش حالاً غير مسبوقة من انحباس الأمطار، داعياً المعنيين والخبراء إلى وضع خطة طوارئ للتعامل مع الواقع. وأعرب عن خشيته من عدم وجود كميّات كافية لفصل الصيف، خصوصاً مع توافد مئات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى الأردن.

وبيّن أن الوزارة أعدّت خطة طوارئ لمواجهة هذا الظرف الاستثنائي، بعد أن بيّن خبراء أن 2014 هو سنة جافة. وأوضح أن وزارته استعجلت إيصال مياه «الديسي» في إطار هذه الخطة.

وشدّد على أن الدراسات تشير إلى انخفاض المطر في الأردن بقرابة 15 في المئة، مع ارتفاع التبخّر بـ3 في المئة، وزيادة الطلب على مياه الزراعة بقرابة 18 في المئة، مع انخفاض كميات المياه المتاحة بـ 30 في المئة.

وذكّر بأن ظاهرة الاحتباس الحراري تضرب الدول التــــي تعاني من شحّ في المياه. وأضاف أن مياه الأردن تعـــتمــد على الأمطار التي تقلّ عن 200 ميللمتر في السنة، علماً أن الصحراء تشكّل قرابة 83 في المئة من مساحته.

وشدّد على أن الجفاف وتذبذب سقوط الأمطار يؤثّران سلباً على مصادر المياه الجوفية والسطحية، ما يساهم في التصحّر. وتزايدت معاناة الأردن في العقد الماضي نتيجة مواسم الجفاف المتعاقبة، والهجرات القسرية التي استنزفت موارد المياه السطحية والجوفيّة، فجفّت الينابيع التي تعتبر مؤشّراً لهذا النوع من المياه.

ولفت الناصر إلى أن الأردن يقع ضمن حزام المناطق الجافة وشبه الجافة من الكرة الأرضية. وأشار إلى أن مجموع تخزين السدود الكليّ يبلغ حاضراً 325 مليون متر مُكعّب، ما يؤشّر لتأثّرها بتناقص الأمطار في السنوات الماضية.