صحيفة الكترونية اردنية شاملة

‘كاريدور الطابق11’

0

لم أجد أصدق من محطة ناشيونال جيوغرافيك لأتابعها في سهرتي الطويلة ،حيث حضرت برنامج (كسر القضبان) ثلاث مرات في تلك الليلة ، حتى صرت أعرف متى سيضحك ومتى سينفعل ذاك الشاب الأشقر المدعو “ألبرت” والذي مثّل جريمة هروبه من سجن في كاليفورنيا بعد أن قصّ أنابيب المياه التي تغطّي واجهة زنزانته وتمكّن من الهرب بـ” بكم” مسروق نوع “جي ام سي” موديل 88 إلى أن القي القبض عليه على جانب الطريق بعد غفوة داهمته أثناء القيادة..

كما حضرت برنامجاً آخر عن تزاوج الأسود مكرّراً خمس مرات منذ الساعة السادسة مساء إلى الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل، ولكثرة ما شاهدت اللقطات “انحمّ بالي”، وتخيّلت الأسد يقول لي: ” هو فيش غيرنا من الصبح نازل تبصبص استحٍ عيب “.. فقررت التمشي وحيداً في كاريدور الطابق 11..

الإضاءة جيدة ، والصمت مطبق تماماً ولا شيء يخرق صمت الساهر مثلي سوى صوت تحذير يصدره أحد الأجهزة المعلّقة في إحدى غرف المرضى البعيدة، ربما لتنذر نزول الأكسجين عن مستواه الطبيعي عند مريض أو نفاد محتوى كيس “الليزيكس”..

ممرضتان تجلسان خلف “الكاونتر” تسجلان قراءات الضغط والسكري والجرعات لمرضاهم ، مررت من أمامهما ويداي تتشابكان خلف ظهري ، في محاولة جديدة لعدّ “البلاطات” التي تقع بين باب الطابق 11 وبين درج الطوارىء…وبعد ان تجاوزت الممرضتين قالت الأولى للثانية بصوت منخفض:

• مش هاظ تبع دليل المستهلك؟..

• الثانية وهي تضحك: بتتخوّثي؟؟

• الأولى: ولك هاظا نفسه اللي بطلع بالتلفزيون وبيفتش ع مطاعم الشاورما!!

• الثانية: هسع خليتي حالك مش عارفيته؟

• الأولى:والله هو…بمزحش…

• الثانية: ولك…هاظ متعب السقار يا هبلة…حدا ما بعرف متعب!.

استمرتا في حوارهما ، وأنا عدت الى الغرفة ، تمددت على الكنبة الصغيرة الضيقة ،وبدأت بمتابعة الإعادة الرابعة لبرنامج “كسر القضبان”.

احمد حسن الزعبي

[email protected]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.