صحيفة الكترونية اردنية شاملة

للقدس رب يحميها ..

0

عندما تقف على مشارف القدس تكون على يقين بأن الله هو الذي وهب هذه المدينة المتكونة من حجر وبشر وتاريخ مقدس هذا الكم من الجمال المفعم بحنين الانبياء . لذلك لا يسعنا سوى القول بأن للقدس رب يحميها .

اقول هذا بمناسبة الاعلان الاسرائيلي عن خطة جديدة لبناء بؤرة استطانية اضافية في القدس المحتلة ضمن خطة تهويد المدينة المقدسة ، التي لا نعرف عن موقعها حتى الان في المفاوضات بين القيادة الفلسطينية واسرائيل ، او في اطار الحل الذي لايزال في حقيبة وزير الخارجية الاميركية جون كيري الذي تم تسريب القليل من تفاصيله وعناوينه الى وسائل الاعلام الاسرائيلية .

الثابت ان لا احد يعنيه الامر وان الدبلوماسية العربية والدولية مشغولة بأمور اخرى ، لذلك لا استبعد ان ترتكب اسرائيل هذا الاعتداء غير المشروع دوليا ، وان يقيد ضد مجهول ، دون ان نسمع اي احتجاج او نقرأ برقية شجب واحدو ضد المشروع الاستيطاني الاسرائيلي ، الذي يهدف الى استفزاز المفاوض الفلسطيني من أجل نسف المفاوضات قبل عودة جون كيري الى المنطقة .

هكذا عودتنا القيادة اليمينية في اسرائيل ، منذ بدء المفاوضات عقب اتفاقية اوسلو حتى اليوم . فهذه القيادة المتطرفة تسعى الى تعطيل وعرقلة المفاوضات ،على سوئها، لأنهم في اسرائيل لا يريدون انهاء الصراع ، ولا يريدون السلام العادل ،لأنهم يعانون من ازمة وجودية ، ويؤمنون بأن جنازير دباباتهم هي التي ترسم حدودهم ، وهي التي تحميهم ، كما يعتقدون ان مفاهيم وقيم الحرية والعدالة والسلام تفرضها موازين القوى العسكرية في المنطقة والعالم ، لذلك يتحدثون باستمرار عن امن اسرائيل ، بل دفعوا القيادات الاميركية الى ترديد هذه العبارة بكل المناسبات ، حتى اصبحت لازمة لكل خطاب سياسي اميركي .

في خضم هذا الواقع ، تهويد البلاد وتشريد العباد ، نطل من نافذة مقدسية محتلة على المدى العربي بحثا عن امل قريب ، او قبس من ضوء ينير عتمة القلوب الحزينة التي تعاني من آخر احتلال استعماري استيطاني في العالم ، لا نرى سوى الصحراء والسراب وغياب الامل في اطلالة الفجر بضجيج الحرية المفقودة . هذا المشهد خلق حالة من الالتباس داخل اسوار القدس وخارجها ليمتد الى كل ارجاء الاراضي العربية المحتلة .

في المشهد نراهم ينفذون مشروع تفكيك الدولة العربية المشغولة بحروب اهلية ، هي بتفاصيلها حروب طائفية وعرقية وقبلية ، فقد فيها الانسان العنصر الاخلاقي في سلوكه وممارساته بفعل القدرة على تغيير عقول الناس التي تحكمت بها شهوة الانتقام المدعمة بسحرجنون السلطة، وبالتالي هي في مجملها تبعد البوصلة عن الطريق الى فلسطين حيث القضية العربية المركزية الاهم ، لأننا نؤمن بأن مختلف المعارك والحروب على كافة الصعد تجمعت في القضية الفلسطينية وتؤثر في واقعها ومستقبلها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.