صحيفة الكترونية اردنية شاملة

بانتظار كيري !!

0

المتابعون لتفاصيل المفاوضات على المسار الفلسطيني لا يعرفون حقيقة ما يحمل وزير الخارجية الاميركية جون كيري في حقيبته ، او اطاره ، او مشروعه للتسوية المنتظرة التي تعني تصفية قضية الشعب الفلسطيني .

الصحف العبرية لم تتوقف عن تناول مشروع كيري ، ولكنها لم تكشف سوى القليل من التفاصيل تتمحور حول شرط الاعتراف بيهودية الدولة ، وهو ما اشار اليه الرئيس اوباما في خطابه مؤخرا ، اضافة الى القبول باجراءات تضمن امن اسرائيل ، وهي مسألة فضفاضة مفتوحة على كل الاراضي المحتلة ، مقابل دولة فلسطينية داخل حدود ال67 قابلة لتبادل الاراضي والسكان ، مع المطالبة بعاصمة في شرقي القدس ، حسب مزاعم الصحافة الاسرائيلية .

يرافق هذا الجدل المتواصل عملية تجاهل لقضية اللاجئين وحق العودة ، وهي القضية الاهم والاصعب . وهي القضية التي ترتبط نتائجها ، ليس بالسلطة الفلسطينية فحسب بل بالدول العربية المضيفة لللاجئين ، كما تهم الشعب الفلسطيني في الشتات ، اضافة الى انها قضية خاضعة لميثاق منظمة التحرير الفلسطينية . وهذا يعني ان لا احد مخول بالتنازل عن هذا الحق .

واللافت ان القيادة في اسرائيل متلهفة لعودة كيري الى المنطقة رغم الجعجعة المصطنعة التي نسمع ضجيجها في اسرائيل والهادفة الى دفع الولايات المتحدة لممارسة المزيد من الضغط على القيادة الفلسطينية للقبول بكافة الشروط الاسرائيلية ، وتمريرالمشروع الاميركي الذي يمنح الفلسطينيين اكثر من سلطة ذاتية واقل من دولة مستقلة . وهي فكرة جيمس بيكرالتي روج لها الحزب الديمقراطي في عهد كلينتون .

ويعتقد وزير الخارجية الاميركية ، كما نتنياهو بانها المرحلة الراهنة هي المرحلة التي يجب فيها التقاط اللحظة التاريخية لتصفية قضية الشعب الفلسطيني ، بسبب الحروب الاهلية داخل اكثر من قطر عربي ، وبسبب غياب اللغة العربية الواحدة ، حيث لم تعد المواقف السياسية واحدة ايضا ، وهو الذي دفع بمصدر اسرائيلي الى التصريح علنا بأن” اسرائيل لم تعد العدو بالنسبة الى العديد من الانظمة العربية “.

وما نخشاه في الاردن الان هو هبوب عواصف ساخنة من كل الجهات قبل الاستعداد والتأهب لمواجهتها . فالمطلوب التصدي لكل مشروع اميركي اسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية ، والتمسك بالحل العادل الدائم على قاعدة السلام الحقيقي الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس العربية ، مع حق العودة والتعويض لللاجئين الفلسطينيين. والحفاظ على المصالح العليا للاردن . وهذا يتطلب درجة عالية من الانتباه واليقظة والحذرفي فلسطين والاردن من اجل مواجهة هذا التحدي الكبير والخطير بل الاخطر، لأن اسرائيل تسعى الى تصفية القضية على حساب الشعبين الاردني والفلسطيني معا وبضربة مزدوجة ٍ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.