صحيفة الكترونية اردنية شاملة

جنيف: جلسة ‘غير بناءة’ بين فرقاء سوريا

0

رفعت جلسة التفاوض المشتركة التي عقدت قبل ظهر اليوم في مقر الأمم المتحدة في جنيف، نتيجة خلاف بين وفدي النظام السوري والمعارضة على أولوية البحث، إذ تمسك الأول بطرح قضية “الإرهاب” والثاني بـ”هيئة الحكم الانتقالي”.

واستمرت الجلسة ساعتين ونصف الساعة، ودار الحديث فيها حول أولويات النقاش، ولوحظ أن وفد النظام لم يعد يرفض من حيث المبدأ الدخول في نقاش حول الانتقال السياسي بسوريا، إلا أنه يعتبر أن وقف الإرهاب سيؤدي لاحقاً للتوافق على صيغة معينة للانتقال السياسي.

وقدم وفد النظام خلال الجلسة “ورقة عمل” حول الإرهاب، تشدد على سيادة واستقلال سوريا، إلا أن وفد المعارضة اعترض على هذه الوثيقة، معتبراً أن النظام يحاول إبعاد الحوار عن الموضوع الأهم وهو تطبيق بيان “جنيف 1”. وعلى الإثر، رفع الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي الجلسة.

وتنص “ورقة المباديء الاساسية” على أن السوريين لهم الحق الحصري في اختيار نظامهم السياسي “بعيدا عن اي صيغ مفروضة” في إشارة على ما يبدو إلى مطالب قوى غربية وإقليمية بتنحي الرئيس بشار الأسد وتسليم السلطة لحكومة انتقالية.

ورفضت المعارضة التي تريد أن يتنحى الاسد في اطار ترتيبات لحكومة انتقالية المقترح على الفور.

كما اعترض وفد المعارضة على تكوين وفد النظام الذي اقتصر على 9 أشخاص غاب منهم وزيرا الإعلام عمران الزعبي، والخارجية وليد المعلم، والمستشارة السياسية لبشار الأسد بثينة شعبان، واقتصر الوفد على “تقنيين”، في حين وفد المعارضة كان مكتمل العدد بـ15 عضواً.

ومن جانبها، اعتبرت ريما فليحان، أحد أعضاء وفد المعارضة، أن “المفاوضات اليوم لم تكن بناءة، بسبب منطق وفد النظام الذي حاول تغيير مسار الجلسة”.

وأوضحت أنه “كان من المقرر أن تبحث الجلسة في تنفيذ بيان “جنيف 1″، وتشكيل هيئة الحكم الانتقالية كاملة الصلاحيات، وحاول وفد النظام تغيير المسار إلى مناقشة الإرهاب. نحن أصررنا على موقفنا أننا هنا من أجل تنفيذ بيان “جنيف 1″، وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي كاملة الصلاحيات، وتحقيق المصالحة الوطنية، ومشاركة كل أطياف الشعب السوري في ذلك”.

وأضافت: “هم جاؤوا فقط لتكريس وجود بشار الأسد، ومناقشة مواضيع ليست لها علاقة فعلياً بالسبب المباشر لعقد هذا المؤتمر”. ورأت أن “وفد النظام يشعر فعلياً هنا بحصار دولي خانق على ما يبدو، لذلك كان أداؤه موتوراً بدائياً”.

من جانبه، أوضح لؤي الصافي، المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض، أن “النظام حاول أن يقدم بديلاً عن إطار جنيف، ونحن رفضنا الدخول في هذه اللعبة”، مضيفاً أن وفد المعارضة “واجه تكتيكات المماطلة من قبل النظام، ولم يتم إحراز أي تقدم”.

واتهم الصافي نظام الأسد بأنه يعد ولا يفي بوعوده بخصوص حمص المحاصرة، مضيفاً أن “النظام ليس جاداً، وهو يضلل الإعلام ويقدم معلومات خاطئة”. ودعا للضغط على النظام لتطبيق ما التزم به، مقراً بأن “توقعاتنا ليست عالية، لأن النظام عودنا أنه يقول شيئاً ويفعل شيئاً آخر”.

يذكر أن الطرفين أوضحا أن جلسات بعد الظهر ستعقد مع الإبراهيمي، كل وفد على حدة.

وكان الإبراهيمي قال في وقت سابق “قمنا بإجراء لقاءات بين الطرفين معاً صباح الاثنين، وفي اللقاء أيضاً خضنا لقاءات فردية، كل وفد على حدة بعد الظهر، ووجدنا أن هذا الأسلوب في جمع الطرفين معاً من وقت لآخر، والتحدث إليهما فيما بعد بشكل منفصل، وعندما التقيت الطرفين معاً لم تكن لدي فرصة لأناقش مع كل منهما مواقفهما ومطالبهما والنقاط التي تقلقهما، وسنلتقي في الصباح مع الوفدين، وسيكون هذا الحديث مباشرة عبري أنا شخصياً، وعلى الأرجح سألتقي بهما كل طرف على حدة مرة ثانية”.

بدورها، طالبت الولايات المتحدة سوريا يوم الاثنين بالسماح بدخول المساعدات الى المنطقة القديمة في حمص حيث “يتضور الناس جوعا”.

وقالت الحكومة السورية إن بإمكان النساء والأطفال مغادرة المدينة المحاصرة وان على مقاتلي المعارضة تسليم اسماء الرجال الذين سيظلون في المدينة لكن متحدثا باسم الخارجية الاميركية قال ان الاجلاء ليس بديلا للمساعدات الفورية.

وقال المتحدث ادجار فاسكويس “نعتقد جازمين انه يتعين على النظام السوري الموافقة على ادخال القوافل لتسليم المساعدات الانسانية التي يحتاجها الناس بشدة الى مدينة حمص القديمة الان…الوضع بائس والناس يتضورون جوعا.”

وأضاف أن سكان حمص يجب الا يجبروا على ترك منازلهم والانفصال عن اسرهم قبل الحصول على المساعدات والمعونات الاخرى.

وكانت حمص التي تحتل موقعا استراتيجيا في وسط شبكة الطرق الرئيسية في سوريا احدى ساحات القتال الكبرى. واستعادت قوات الأسد الكثير من البلدات والقرى المحيطة بها العام الماضي مما ترك مقاتلي المعارضة تحت الحصار في وسط حمص نفسها بالإضافة إلى الاف المدنيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.