صحيفة الكترونية اردنية شاملة

يحدث في مصر الان..

0

خرج المصريون الى الساحات والميادين للاحتفال بثورة 25 يناير في ظل اوضاع امنية مقلقة خشية حدوث اشتباكات او تفجيرات او خلل امني . رغم هذا القلق شاركت الجماهير والحشود الشعبية بالاحتفالات ، لأن الذين يعرفون الشعب المصري او دخلوا الى البيت المصري يدركون مدى اعتزازهم بحضارة مصرالمتصلة ، ومدى انتماء المصريين لوطنهم ، ذلك الانتماء الذي يصل الى عشق بلا حدود..

لذلك ارى ان المصريين في حالة ذهول من احداث العنف التي حدثت في الشارع ، مثل تفجير السيارات المفخخة او القاء قنابل على المارة في الاسواق ، لأن هذا النوع من الارهاب والعنف دخيل على المجتمع المصري وثقافته واسلوبه في التعبير ، رغم معرفة المصريين للاغتيال السياسي منذ وقت بعيد .

في المؤسسات ، كما في الميادين، ينشغل المصريون في عملية اعادة مستقبل بلادهم ، واعادة دور مصر الدولة القائد في البيت العربي لحجمها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والديموغرافي ، ولكن من الواجب ان نعترف ان في مصر أزمة الان قبل الوصول الى حالة الاستقرار التي تقود الى الحالة الديمقراطية باكتمال انتخاب قياداتها في السلطات التشريعية والتنفيذية ومؤسساتها الدستورية بطريقة حرة ونزيهة وشفافة .

كلنا نعرف ان قيادة الاخوان ارتكبت خطأ استراتيجيا عندما انفردت في الحكم ورفضت الاخر ، وقطعت الطريق امام مشاركة الاخرين في مواقع السلطة ، في حين كانوا يقولون انهم شركاء في عملية التغيير وفي ثورة 25 يناير ، ولكنهم اختطفوا كل السلطات باسم الثورة ، التي لم يخرجوا امس للمشاركة في احتفالاتها في الميادين !! بل حاولوا التنكيد على الجماهير المحتفلة باسلوب دموي عنيف .

مصر الان تسعى الى استعادة تاريخها وهويتها ودورها ، وهي دولة عربية كبيرة تتسع لجميع ابنائها ، لذلك يجب ان لا يكون الخيار الامني هو الخيار الوحيد امام اصحاب القرار ، فمن الواجب ان يتم طرح خيار سياسي يتقدم بموازاة الخيار الامني من اجل التوصل الى صيغة مصرية تنهي الازمة قبل استفحالها .

القصد هو فتح قنوات سياسية مع فريق من التيار السياسي الاسلامي يرفض السلوك الدموي واستخدام العنف ، ويؤمن بالحوار لحل الازمة ، ويقبل بالمشاركة. من الواجب البحث عن هذا الفريق داخل تنظيم الاخوان بكل الوسائل، فلا بد من ان يكون هناك من يحب مصر ويصعب عليه سفك دم المصريين .

في النهاية نقول ان مصر كبيرة وقوية ومتماسكة وستتقدم الى الامام مثل تدفق مياه النيل ، فلا احد يستطيع وقف جريان مياه النهر الخالد، كما لا احد يستطيع وقف طوفان هذا الشعب ، او كسر روحه او تحطيم ارادته .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.