صحيفة الكترونية اردنية شاملة

مهرجان خطابي حول سوريا !!

0

المهرجان الخطابي في مونترو تحت عنوان ( جنيف 2) كشف حقيقة وطبيعة الصراع في سوريا وبين انه ليس صراعا محليا بين النظام وبين المعارضة ، بل هو صراع دولي فوق الارض السورية. فكل الاطراف المتورطة او المعنية بهذا الصراع شاركت في الؤتمر ودافعت عن موقفها ووجهة نظرها وتصورها للحل على قاعدة مصالحها.

الحقيقة ان الشعب السوري هو الضحية وهو الذي يدفع الثمن في كل يوم يطول فيه القتال . لذلك يجب العمل على وقف القتال اولا ، ثم دعوة الاطراف السورية الى الحوار من اجل التوصل الى حالة من التوافق على مرحلة انتقالية من حالة الصراع الى حالة الحوار ثم الذهاب الى صناديق الاقتراع بمشاركة الجميع من اجل صياغة مستقبل سوريا على قاعدة وحدة الشعب والارض .

والمشوار باتجاه الحل يجب ان يبدأ بانسحاب كل المسلحين الاجانب ، ثم الالتزام الكامل من دول الجوار السوري بوقف ارسال المسلحين والاسلحة والاموال ، اي تجفيف منابع العنف ، لتمكين الاطراف السورية من وقف القتال والجلوس حول طاولة التفاوض .

نقول ذلك ونحن على قناعة تامة بأن لغة الاتهام في مؤتمر جنيف والتراشق بالكلمات النابعة من الحقد الكامن في النفوس لن تساعد على التوصل الى صيغة ايجابية ، فنحن نرى ان عوامل التباعد ما زالت أكثر من نقاط التقارب ، وهذا ما يجعل المراقبين ترجيح كفة التشاؤم من نتائج المؤتمر .

الثابت ان الجنوح الى القتال والهروب الى الامام ما زال سيد الموقف ، لأن مفاتيح الحل لا تزال بعيدة عن ايدي السوريين وارادتهم ، بسبب كثرة الاجندات وتقاطع مصالح الاطراف المعنية والمتورطة في الحرب الاهلية السورية ، وما اكثرها ، حين ننظر الى المشاركين حول الطاولة .

لقد استمعت الى معظم المتكلمين في المهرجان الخطابي في جنيف ، وارى ان الخوض في التفاصيل لا يجدي ، فالذين دعوا الى الحل السياسي كثر ولكنهم يعرفون حقيقة الموقف ، فهم مشاركون فاعلون في الازمة ، ويعرفون حجم وقدرة ودور المسلحين المنتمين الى الفصائل المتطرفة في الصراع، ومدى سطوتهم وسيطرتهم على مناطق تواجدهم ، واصطدامهم مع مسلحي الفصائل الاخرى، وهذا الواقع يزيد من تعقيد المسألة السورية ويعرقل امكانية التوصل الى حل سياسي ، او الاستمرار في عملية الحوار . خصوصا بعد عملية استبعاد اقطاب المعارضة المعتدلة .

في ظل هذا الواقع قد تحدث محادثات ومشاورات ومحاولات لعقد صفقات وراء الكواليس وفي الغرف المغلقة ، في لقاءات تعقد بين حيتان الدول الكبرى المعنية والمشاركة ، ولكن يبقى التشاؤم هو سيد الموقف لأن الامور اكثر تعقيدا ، والحل ما زال بعيدا ، وقد يدفع الشعب السوري المزيد من دمه ثمنا لعدم تفاهم الاخرين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.