صحيفة الكترونية اردنية شاملة

دولة منزوعة السلاح والسيادة !!

0

اجواء المنطقة مشبعة برائحة غريبة تنم عن وجود (طبخة ) ما ، تستهدف القضية الفلسطينية تحت عنوان السلام واقامة الدولة الفلسطينية، وهو ما يتطلب يقظة الشعب الفلسطيني، وتأهب الاردن للدفاع عن مصاله العليا ، ولمواجهة نتائج هذا المشروع ، الذي لم يعلن عن تفاصيله حتى الآن.

فالرحلات المكوكية المكثفة لوزير الخارجية الاميركي جون كيري تهدف الى ايجاد حل اميركي للخوف الاسرائيلي من المستقبل بسبب ازمة الوجود التي يعاني منها قادة اسرائيل المدججة بالسلاح والتوراة . فقد وجدت الادارة الاميركية ان الوقت المناسب قد حان لتصفية القضية الفلسطينية في ظل هشاشة الواقع العربي وانتشار الحروب الاهلية ضمن مشروع تفكيك الدول وتقويض الهياكل السياسية والاقتصادية في اكثر من بلد عربي ، ونجاح عملية خلط الاوراق في المنطقة ، المصاحبة لعملية خلق عدو مصطنع بديل للامة العربية .

الادارة الاميركية التقطت اللحظة التاريخية بهدف لتحقيق مكاسب لاسرائيل التي تحولت الى شأن اميركي داخلي .ولكن الخلافات الناشبة بين بعض قادة اسرائيل وجون كيري تتعلق ببعض التفاصيل التكتيكية فحسب ، في محاولة اظهار ان اسرائيل ستقدم تنازلات واتخاذ قرارات صعبة . ولكن الحقيقة ان الاسرائيليين اختاروا دولتهم اليهودية العنصرية المخالفة للقيم الانسانية والاخلاقية والرافضة للحلول السلمية على غير القاعدة الدينية المسلحة بالخرافة ، بدل الدولة المدنية غير الديمقراطية المدججة بالسلاح ، والتي تعيد انتاج الاحتلال وترفض السلام العادل ، وفي الحالتين الشعب الفلسطيني هو الخاسر الاكبر بسبب احادية الخيار.

واشنطن تعرف ان تفاصيل المشهد الفلسطيني اصبحت واضحة امام العالم الذي بات يسأل عن الدولة الفلسطينية التي خرجت من ازقة النسيان، وتدرك ايضا انه لم يعد بوسع نتنياهو الاستمرار في القفز على حبل الواقع والتاريخ والوهم الذي صنعته الدبابات والطائرات ، وبالتالي لم تعد المنطقة تتسع ، ولا الوقت ايضا، للحرب والسلام معا .

ولكن ما يحدث الان على الارض خطير جدا ، فالاسرائيليون يريدون السيطرة على دولة منزوعة السلاح والسيادة ، اي ان يكون الامن بيدهم والمعابر والمنافذ والموانيء تحت سيطرتهم ، اضافة الى حرمان الدولة من الاتصال البري مع اي دولة عربية محيطة ، وأخطر من كل ذلك اشتراط الاعتراف الفلسطيني بيهودية الدولة والقبول بمبادلة الارض والسكان ، ورفض قضية عودة اللاجئين . هذه هي ملامح الحل الطروح للنقاش والتي تحاول واشنطن فرضه على الشعب الفلسطيني في هذه الظروف العربية الصعبة .

هنا يجب ان يظهر الوعي الفلسطيني والعربي الذي كونته قوة الارادة وصلابة الروح لمواجهة كل المخططات التي لا تحقق الحد الادنى من الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني . لأن اسرائيل ما زالت تعاني من ازمة وجودية قد تدفعها الى اشعال جبهات وحروب جديدة ، لأيمانها بعقيدة القلعة ، ولاعتقاد قادتها بان الدبابات هي التي ترسم الحدود ، لذلك لم تضع اسرائيل حدود كيانها ووهمها حتى الان.

9

0

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.