أين الجوائز التقديرية للمبدعين الأردنيين؟
التفرغ الابداعي الذي اوقفته وزارة الاعلام مؤخرا هو قضية خلافية ، وقد اكون قد انتقدت وزيرة الثقافة لقرار الغاء منحة التفرغ الابداعي ، الا انني قرأت رأي الروائي العربي الكبير حنا مينه في هذه المسألة التي قال فيها ما معناه :” التفرغ الأجور مرفوضزلا اتصور ان مبدعا يتوظف لينتج عملاابداعيا.. التفرغ الممنوح من الدولة، او اية جهة اخرى ، لمدة محددة، مقابل انتاج معين ، هو تفرغ مشروط . والانتاج يخالف الشرط. هو عملية خلق ، وهذه قد تتم في يوم ، وقد لاتتم في سنة ، وقد لاتتم ابدا”.
ولكن هذا لا يعفي وزارة الثقافة من واجبها تجاه المبدعين من روائيين وشعراء وفنانين تشكيليين وكتاب ومفكرين . لأن الاوضاع المعيشية للمبدع الاردني مزرية ، فالابداع في بلدنا لا يطعم خبزا ، كما ان الاعلام لا يقوم بواجبه تجاه المبدع الاردني ، حيث يتم اجراء حوارات طويلة مع كتاب ومبدعين ومللين سياسيين ، او استضلفتهم في برامج تلفزيونية لساعات طويلة مجانا . على عكس ما يحدث مع زملاء لهم في بلاد اخرى .
ففي بلاد المجتمعات الكبيرة حيث تتواجد دور نشر ضخمة ووسائل اعلام عريقة ومؤسسات صحفية كبيرة ، هناك يكفي ان تصدر لك رواية جيدة ، او كتاب ناجح واحد يعالج قضية سياسية او اجتماعية ساخنة ، او دراسة وثائقية حول موضوع مهم ، حتى تحقق نجاحا كبيرا على الصعيد المعنوي ، اضافة الى دخل مادي كبيريؤمن لك كل احتياجاتك ، وربما تصبح من اصحاب الدخل الكبير ، او على الاقل تأخذ فرصتك للتقدم نحو مستقبل افضل بسهولة . ويؤمن لك عيشا كريما . وهناك امثلة كثيرة مثل اليكس هيلي الذي كتب رواية الجذور ، وماريو بوزو الذي كتب ” العراب ” ، وغيرهم من الذين اصبحوا اصحاب ثروات بعد نشر عملهم الاول .
وبهذه المناسبة ، اي مناسبة الحديث عن الابداع والعيش الكريم للكاتب والاديب وكل مبدع اردني ، اقترح على وزارة الثقافة ، بل على الدولة ، ان تعيد تخصيص الجوائزالتقديرية السنوية للابداع، بدل ترشيح الكتاب الاردنيين لجوائز عربية ، على ان تكون قيمة الجائزة للشعر والرواية والفن التشكيلي والكاريكاتير والقصة القصيرة والدراسات تليق بالابداع وتساعد الادباء والكتاب والفنانين التشكيليين على تحسين مستوى معيشتهم ، بحيث يصبح المبدع الاردني قادرا على الاستمرار في الانتاج ، ولتنشيط الحركة الثقافية الاردنية بعدما اقتربت من التلاشي .