صحيفة الكترونية اردنية شاملة

جذور المشكلة في العراق ..

0

ما حدث ويحدث في العراق هو نتيجة لعملية سياسية خاطئة وغبية منذ بدايتها . فالحرب في الشوارع والمدن العراقية لم تتوقف منذ غزو بلاد الرافدين واحتلال بغداد ، منذ تلك اللحظة عملت الادارة الاميركية على تقسيم ارض وشعب العراق على قاعدة عرقية وطائفية ، فقامت بتمكين الاكراد من اقمة حكمهم فسمحت لهم باقامة سلطة هي أكثر من الحكم الذاتي وأقل من دولة مستقلة بقليل.

وبخطوة موازية قامت بحل الجيش واجتثاث البعث ، والانتصار للمعارضة الطائفية في الجنوب الذي اصبح يتمتع بسلطة ذاتية من خلال سيطرة الميليشيات على مصادر النفط والثروة في الجنوب . واعلنت واشنطن انحيازها لسيطرة الطائفة على الحكم في الجنوب والوسط ، حيث مارست المعارضة التي دخلت على ظهور الدبابات ابشع اشكال الانتقام ، فقامت بمطاردة كبار الضباط في الجيش العراقي ، واغتالت العلماء ، وهجّرت العقول ، وقام المعارضون الذين تسلموا السلطة باسم الاغلبية الطائفية بحملة اعتقالات وتهجير وتعذيب ابناء الطائفة الاخرى.

من هذا الواقع الدموي تم الالتحاق بتنظيمات مسلحة اعلنت مقاومتها للاحتلال والظلم ، ومن بين هذه التنظيمات فصائل دينية مشحونة طائفيا يحركها حقدها للانتقام في غياب العدالة في ظل النظام الجديد الذي اقامته الولايات المتحدة في العراق بالقوة المسلحة . هذا الانحياز الاميركي لطائفة ضد اخرى وضع البلاد على خريطة التقسيم . ودفع برموز السلطة الجديدة الى الوقوع في وهم القوة والجبروت ، وانعش في نفوسهم مشاعر الاستبداد والتفرد بالحكم . لذلك الانفراد بالسلطة وعدم السماح بالمشاركة في القرار . هذه الروح البونابارتية التي زرعها الاحتلال في نفس رجل السلطة الاوحد (المالكي ) خلقت منه ” دكتاتور صغير” . يقف وراء المنصة ويتحدث كزعيم اوحد في العراق .

الان يحاول المالكي حل المشكلة حلا امنيا ، وهذ يعني انه سيهرب الى الامام ليغرق بالدم والعنف أكثر فأكثر. لكن الحل السليم يجب ان يتمثل بالخيار الاخر وهو الحوار السلمي لخلق ارضية مشتركة يقف فوقها الجميع للتفاهم والتوافق على تطبيق العدالة والمساواة والمواطنة الصحيحة ، لأن المشكلة الحقيقية تتمثل بوجود فريق طائفي يعتقد انه الحاكم ويقابله فريق طائفي يتمرد لشعوره بأنه محكوم .. لذلك المشاركة والاقتناع بالعيش المشترك هو الحل والخلاص .

فالمراقبون يرون ان العراق لن يهدأ حتى لو انزل المالكي جيشه كله الى الشارع ، حتى لو استعان بالجيش الاميركي مرة ثانية ، فمشكلته ليست مع داعش والقاعدة فحسب ،كما يعلن للناس ، بل مشكلته الاكبر مع جزء مهم من مكون الشعب العراقي ، ومشكلته الحقيقية مع جيش كامل العدة والعدد تم حله بجرة قلم ، ومشكلته مع حزب قومي علماني طويل عريض مثل منتسبوه كل الطوائف العراقية ، وهم ينشطون ، وما توقفوا، داخل وخارج العراق منذ احتلال البلاد .

وبهذه المناسبة من الواجب ان نشير الى ان الجيش العراقي قد تأسس في 6 كانون الثانب عام 1921 ، حيث صادف مرور هذه الذكرى قبل يومين ومن الظلم زجه في حرب اهلية داخلية خاسرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.