صحيفة الكترونية اردنية شاملة

كل عام وأنتم بخير

0

هذا البساط الابيض الناصع الواسع على مد النظر الممتد من عمان الى القدس الى بيت لحم وحتى ناصرة الناصري في بداية الجليل يكلل عيدي الميلاد المجيد ورأس السنة السعيد بالبهجة والفرح ، ويعطي للاعياد معناها الانساني التكافلي الحقيقي ، ويظهر تعاضد وتضامن ابناء الامة الواحدة دون تمييز طائفي او جهوي او مذهبي او سياسي.

لقد تجلت روح المشاركة بهذه البهجة بين كل الطوائف ، وستظل هذه الروح قائمة لأننا نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، ولأننا نؤمن بالعيش المشترك . والدين الاسلامي هو دين يسر وتسامح ومحبة وقد نهى عن قتل النفس بغير حق ، او اللجوء الى العنف وسفك الدماء البريئة او التمثيل بالجثث من طرف كان . فهذا السلوك ضد تعاليم الاسلام وضد اخلاق وثقافة العرب .

واذا كان ابراهام لينكولن قد قال في كلماته ان الامة تتكون من ثلاثة عناصر : الشعب والارض والقانون ( الدولة) وتوقف عند هذا الحد لأن اميركا عندما هي نتاج حركة استعمارية استطانية وقد كونت شعبا بلا تاريخ ، لذلك نضيف الى مقاله لينكلن فنقول أن من مكونات الامة وهويتها التاريخ والثقافة (اللغة) ووحدة المصير ايضا .

لذلك نحن امة واحدة متكافلة متضامنة، لنا تقاليدنا وعاداتنا وثقافتنا وتراثنا الاصيل ، لذلك هناك مشاركة في الاعياد ، هكذا كنا وسنبقى على المحبة ، شركاء في الافراح كما اهل في الاحزان ، ولن ينجح اصحاب السلوك الغريب الطاريء على مجتمعاتنا من تغيير او تبديل هذه المشاعر المشتركة . والحقيقة ان المذابح التي نسمع عن وقوعها في سوريا تطال المسلمين والمسيحيين فالقتل العشوائي لا يفرق بين مواطن وآخر.

وجدنا في عيد الميلاد المجيد مناسبة للحديث عن هذه القضية بالذات ، بسبب كثرة الحديث عن استهداف المسيحيين في أكثر من بلد عربي ، والحقيقة ان المصائب كانت شاملة وعصفت بالامة العربية كلها . وهي حالة محزنة خطفت بهجة الاعياد ، اضافة الى أن الاحتلال اغتال الفرح في عيون الاطفال في القدس وبيت لحم ، فظهر عيد السيد المسيح ، عيد السلام ، مدججا بالسلاح ، وكانت بهجة العيد مسورة بحراب جنود الاحتلال، والاحتفالات مقيدة ومصادرة .

القدس ما زالت قيد التهويد والارض المحتلة تزرع بالمستعمرات والشعب كله يمشي على طريق الالام في درب الجلجلة ، ولكن رغم كل ما يحدث من حولنا ستظل الحياة اقوى والفرح أكبر، والرجاء يغطي طريق الامل ، وبهذه المناسبة نقول لك ابناء الطوائف المسيحية في الاردن وفلسطين وكل بلد عربي ، ونحن نسمع اجراس المشرق تعلن البشارة بولادة طفل المغارة السيد المسح ، بورك عيدكم وكل عام ونتم بخير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.