صحيفة الكترونية اردنية شاملة

ذاب الثلج وبان المرج !!

0

من الاقوال المأثورة المنسوبة لاجدادنا واحد يقول :” ذاب الثلج وبان المرج” وفي قول آخر ” ذاب الثلج وبان الذي تحته” .. نعم ، لقد ذاب الثلج وبين التقصير دون ان نعرف الحقيقة .

الكل يكتب والكل يشتم ويتهم ولكننا نسمع جعجعة ولا نرى طحنا ، فهناك تقصير في فتح الشوارع والطرقات ، وتقصير في ايصال الكهرباء ، وتقصير في توفير الغاز ، فقد غابت الخدمات دفعة واحدة مع هطول اول المطروتساقط اول الثلج ..لماذا، ومن المسؤول؟

أكتب هذه الكلمات وانا اجلس امام”الصوبا” في المنزل ، معصوب الرأس ، بسبب ” زلة قدم ” انزلاق طارىء امام مبنى “المقر” حيث سال دمي مع الاصابة ببعض الرضوض .

وفي هذا الوضع احس واتعاطف مع كل من نال حصة من الاثار الجانبية لتساقط الامطار الغزيرة المصحوبة بالعاصفة الثلجية ، اوتألم او عانى من تقصير في الخدمات خلال العاصفة.

قبل الازمة بأيام قليلة ، قرأنا وسمعنا عن استعدادات وغرفة عمليات وحالة استنفار وتأهب ، ولكن النتائج كانت غير مرضية ، وتحول سقوط الثلج من نعمة الى نقمة.

فالبلاد كانت بحاجة الى هذا المخزون من المطر الذي وفرته الثلوج ، واعتبرنا ان هطول المطر وامتلاء السدود حاجة من اجل البشر والشجر، ولكن لتساقط الثلوج وتراكمها بهذا الحجم اثار جانبية كان على المؤسسات المسؤولة ان تتعامل معها بمهنية لمنع الكوارث التي حدثت في اكثر من مدينة وقرية وبادية.

من المفروض ان تكون كل الاليات جاهزة ، وكان من الممكن ان نستعين بآليات من القطاع الخاص او اشراكها في عملية فتح الشوارع والوصول الى السكان في كل بقعة من الوطن لنجدتهم وتقديم المساعدات لهم. كذلك كان من المتوقع ان تكون كوادر المؤسسات مستنفرة ومتواجدة للعمل الفوري والطارىء ، ولكننا افتقدنا كل ما هو مطلوب .

صحيح ان بلادنا لا تشهد مثل هذه العاصفة الثلجية بحجمها وقسوتها ووقتها ، ولكن كان من الواجب ان نقوم بمواجهة اثارها بنسبة معقولة ومقبولة تتناسب مع امكانياتنا وتجهيزاتنا ، الا اننا شاهدنا وضعا يخرج عن السطرة كليا ، ولمسنا عجزا وتقصيرا اكثر من المتوقع. ليس على المستوى الرسمي والبلدي بل على صعيد القطاع الخاص والمجتمع ايضا .

اقول المجتمع لأن هناك من لم يلتزم بالتعليمات والتوجيهات ، وكان يعرض نفسه والاخرين للخطر دون سبب ، الا رغبة في مغامرة ذاتية او اللهو في وقت الشدة.

كما اقول ان المجتمع ، او بعض الناس وقف وقفة المتفرج ، في حين رأينا بعض السكان والاهالي يقومون بتجريف الثلوج من امام منازلهم ، كما شاهدت بعض التجار الذين ساهموا بازالة الثلوج من ساحات متاجرهم ولكنهم قلة .

واذا صح ما يتردد من انباء تفيد ان موجة اخرى من الثلوج ستهب على المنطقة في الايام القريبة القادمة ، يجب الاستعداد لمواجهتها منذ الان بالاستفادة من التجربة الفاشلة الحالية ، ومن خلال محاولة خلق ثقافة جديدة تعلمنا كيف نتعامل مع العواصف الثلجية مثل كل الشعوب ، التي تستفيد من الامطار الغزيرة وتساقط الثلوج بأقل الخسائر الممكنة ، ودون ان نحولها الى زفة او مهرجان من الانتقادات وتصفية الحسابات .

المهم معرفة الحقيقة ومحاسبة المقصرين ، بعيدا عن الاحقاد وشهوة الانتقام ، والاهم ان لا تتكرر المصيبة بواقعها الحالي .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.