صحيفة الكترونية اردنية شاملة

ليس دفاعا عن العسكر..

0

انصار الانظمة السابقة ، والقطط السمان ، وبعض الكتاب والمفكرين والمنظرين من خندق اليمين في مصر ، التقوا في خندق واحد بعدائهم للمرحلة الناصرية ورموزها وما تمثله من انجازات سياسية واقتصادية واجتماعية ، ويركزون اليوم على اظهار سلبيات ذلك العهد ، اضافة الى ترهيب الناس من حكم العسكر، لظنهم ان المرحلة الناصرية تعيد استنساخ ذاتها من خلال ظهور العسكر في التطورات السياسية الاخيرة في مصر.

ولكن يجب ان لا ننسى عندما نقوم بتقييم مرحلة عبد الناصر وحكم العسكر بما لها وما عليها ، يجب ان نكون صادقين عادلين. كذلك عندما نحاول محاكمة ذلك العهد يجب ان نتعامل معه ضمن سياقه التاريخي وظروفه الواقعية والموضوعية ، وليس بمعايير الوقت الراهن.

الكل يعرف ان ثورة 23 يوليو واجهت تحديات كبرى منذ بعثها في يومها الاول ، وهي التحديات التي فرضت حالة غير مسبوقة استدعت تغليب الطابع العسكري والامني على الحكم بدل العبور الى حكم النظام الديمقراطي بمفهومه الحالي . وهنا يجب ان لا ننسى محاولة جماعة الاخوان اختطاف الثورة منذ باية اشتعالها.

اضافة الى ذلك مسؤولية مصر ودورها النضالي من اجل قضية الشعب الفلسطيني ، وبعدها التحديات الخطيرة التي واجهتها عقب تأميم قناة السويس وفي مقدمتها العدوان الثلاثي على مصر ، وبعدها نصرة ثورة الجزائر ، وهي قضايا فرضت على قيادة الثورة مسؤوليات كبرى ، عززها دور مصر الجديد وهودورالدولة العربية القائد لسد الفراغ في ميزان القوى خلال مرحلة التحرر العربي من الاستعمار.

وقبل كل شيء من الواجب ان لا ننسى او نتناسى ان الجيش في مصرهو جيش وطني منذ تاسيسه في زمن محمد علي الى احمد عرابي الى عبد الناصر حتى موقفه الوطني اتجاه ثورة 25 يناير ثم ثورة 30 يونيو، فهو القوة الحقيقية التي حمت سلامة الدولة ومؤسساتها وحافظت على امن المجتمع، وهي التي حافظت على الهوية الوطنية المصرية عبرالزمن وتقلباته .

الجيش المصري لم يتدخل ضد ارادة الشعب في ثورة 25 يناير ، في حين تدخل لحماية الشعب في ثورته يوم 30يونيو، وبتدخله منع تفكيك هيكل الدولة ، ومنع الاشتياك الاهلي وحافظ على امن وسلامة الجميع ، الوطن والمواطن . فلماذا يحاول البعض التشويش على الجيش والتشكيك بدوره وربطه بالاستبداد والديكتاتورية والغمز بوقاحة من قناة التجربة الناصرية ؟!

ومصر اليوم ، بشعبها وجيشها ، استردت روحها ، وهي تسعى في مسيرتها الطويلة الى استعادة دورها على الصعيدين العربي والدولي ، وان تنهض بمسؤولياتها الداخلية والعربية والدولية ، من خلال اعادة صياغة المستقبل على قاعدة بناء الدولة المدنية التعددية وبمشاركة كل الاطياف السياسية والطوائف الدينية على اساس المواطنة والمساواة.

انهم قلقون من قيام النظام الوطني الواعي في مصر، بدعم من الجيش. وبهذه المناسبة اريد ان اذكّر الجميع بأن الولايات المتحدة المصدّر للديمقراطية المزعومة والمحرض الاول ضد العسكر، وصل الى رئاستها الجنرال ايزنهاور ، وهو من اهم وأبرز من حكم اميركا ، كذلك في فرنسا الدولة الاستعمارية القديمة فقد حكمها الجنرال ديغول واسس الجمهورية الخامسة ، ولا حاجة للتذكير بأن اهم رئيس وزراء جاء في بريطانيا التي تتباكى على الديمقراطية هو القائد العسكري ونستون تشرشل ، فهذا التحريض الغربي والعربي ضد العسكر، يهدف الى تفكيك الدول وادخال معظم المجتمعات العربية في الفوضى والعنف ، واعادتنا الى مرحلة ما قبل قيام الدولة المدنية .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.