صحيفة الكترونية اردنية شاملة

قانون النذالة والنكران!!

0

عندما كنت في القاهرة قبل ايام قليلة قرأت للكاتب والصحفي المصري صلاح منتصر ما كتبه في (الاهرام ) تحت عنوان ” تحيا النذالة” فقال في مطلعه :”نعم تحيا النذالة التي تسرق من النفوس المشاعر ، وتمسح من الذاكرة جهد السنين وشقاء العمر وانحناءة الظهر، ولا تجامل او تحنو، ولا تحن او تمّن. تحيا النذالة التي اذا شاخ المرء في عمله اصبح السؤال : هو عايش ليه؟!” .. انتهى الاقتباس.

كلمات صلاح منتصر جاءت بمناسبة الحديت عن ازمة او مآساة الاعلامية المصرية المشهورة آمال فهمي صاحبة لقب “اميرة الميكروفون” في مصر ، عندما انزلقت قدمها واصيبت بكسر ولم تستطع الحصول على علاج في مستشفى خاص في القاهرة الا بعد تدّخل رئيس الجمهورية شخصيا ” الذي كسر لوائح النذالة” حسب قول الكاتب منتصر.

وامال فهمي ، للذين لا يعرفونها من ابناء الجيل الشاب ، هي صاحبة البرنامج الاذاعي المشهور بعنوان ” على الناصية ” وصاحبة برنامج “فوازير رمضان ” واجرت لقاءات مع كبار الفنانين المصريين منهم ام كلثوم وعبد الوهاب والعالم زويل وقبلهم رائد الفضاء السوفياتي غاغارين، اضافة الى العديد من مشاهير الفن والثقافة والسياسة في مصر. والاعلامية امال فهمي تبلغ من العمر 87 عاما ، عملت في الاذاعة مدة 55 سنة متواصلة وبدون انقطاع.وعندما وقعت لم تجد احد يقف الى جانبها او ينتصر لها رغم شبكة واسعة من العلاقات بنتها مع الفنانين والادباء والسياسيين.

والحديث عن ازمة او مشكلة الاعلامية المصرية المشهورة امال فهمي يعيدني الى الحديث عن ازمة مماثلة واجهتها المناضلة الجزائرية البطلة جميلة بو حيرد ، التي تم تكريمها يوم امس في بيروت كبطلة عربية ،حين احتاجت الى العلاج من مرض اصابها فلم تجد وسيلة لتأمين ثمن العلاج ، الا بعد تدخل رئيس الجمهورية أيضا. وهي المناضلة الرائدة الكبيرة التي حملت دمها وروحها على كفها من اجل حرية شعبها واستقلال وطنها.

كل ذلك يؤكد ان هناك دولا عربية تعيش حالة نكران على الصعيد الرسمي وعلى صعيد المجتعات . فالاعلامية امال فهمي امنت عمرها في خدمة وطنها ومجتمعها ودعمت كل المبدعين ولكن كل هذا الجمع تنكر لها وتناساها وتجاهالها عندما عجزت بسبب مرضها وشيخوختها.

كذلك المناضلة جميلة ، التي اسمينا بناتنا باسمها في ذلك الزمن الجميل ، عندما اصيبت بالمرض فلم تجد من يقدم لها العون . وهناك امثلة كثيرة وحالات عديدة توثّق تكريس اللاعدل واللا وفاء بحق مبدعين وموهوبين من الكبار ، والذين يتعامل معم البعض على انهم فائض عن الحاجة ،حسب سيادة قانون النذالة والنكران .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.