صحيفة الكترونية اردنية شاملة

انطلاقة ‘الاخوان’.. يوم مفصلي في تاريخ الدولة

0


في الاردن هناك الكثير من التواريخ المفصلية في حياة الدولة والمجتمع. لكن اذا رغب المؤرخون في استعراض خمسة أيام كانت احد الايام المؤسسة لفعل سيؤثر مستقبلا على شكل المجتمع والدولة الاردنية، فانهم بلا شك سيختارون من بين هذه الايام الخمس يوم 19 تشرين الثاني عام 1945م اليوم الذي وقف فيه الحاج عبد اللطيف أبو قورة ليعلن عن تأسيس فرع جماعة الاخوان المسلمين في الاردن.
قريبا من سبعة عقود هي، انشغلت فيها الجماعة بأزمات متلاحقة داخلية وخارجية، وانشغلت فيها الازمات. وكحال اي تنظيم سياسي بحجم جماعة الاخوان المسلمين وجدت الجماعة مناصرين لها كما وجدت اعداء ومنافسين، لكن كلا الطرفين اعترف لها برقم ما زال صعبا على الداخل كما الخارج القفز عنه.
القيادي الاخواني المخضرم رئيس مجلس شورى الاخوان الاسبق الدكتور عبد اللطيف عربيات
هكذا يعرف القيادي الاخواني المخضرم رئيس مجلس شورى الاخوان الاسبق الدكتور عبد اللطيف عربيات جماعته: “اسرية اجتماعية عالمية” يقول: بهذه الصفات يستطيع الفرد العيش في مجتمعه وعالمه”. وبهذا المعنى استطاعت الجماعة كلما وجدت جدارا امامها عثرت فيه على الف باب في معالجته.
نعم واجهت الجماعة عقبات وتحديات، وهي ما زالت تواجه لكن عربيات مطمئن أن الجماعة فكرة، والفكرة تبقى.

الله غايتنا


يمكن فهم الرؤية العاطفية الذي ينظر فيها الاخوان لانفسهم، فقد صنعوا شيئا استثنائيا سواء اختلف الناس عليه، أم اجتمعوا.
أمين عام حزب جبهة العمل الاسلامي
يقول أمين عام حزب جبهة العمل الاسلامي حمزة منصور الإخوان نبتة في أرض الوطن تحلق حولها مواطنون من مختلف الشرائح الاجتماعية والاقتصادية”، لرفع شعار واحد هو: “الله غايتنا.. الله غايتنا سياسيا والله غايتنا اجتماعيا والله غايتنا اقتصاديا والله غايتنا رياضيا والله غايتنا في كل شأن”.
ويشعر منصور بالفخر “لمصادقة المواطن في كل موقعة انتخابية نزيهة سواء برلمانية أو بلدية أو نقابية أو طلابية على منح الثقة لجماعة تريد ان يكون الاردن أقوى، والامة أعز”.
لكنه يعترف بوجود عقبة واجهت الجماعة طوال عقود ماضية هي؛ قوى الشد العكسي التي تصر على وضع العراقيل أمام نجاح الجماعة”.
المراقب العام لجماعة الاخوان السابق سالم الفلاحات
أما المراقب العام لجماعة الاخوان السابق سالم الفلاحات، فيقول وهو ينظر الى حقبة الانطلاقة وحقبة اليوم: “هناك فرق”.

ويضيف، “الجماعة كانت رسالة الأمير عبد الله، والملك عبد الله المؤسس”، مشيرا الى ما وصفه بحالة “التناغم الى حد عرض على المرشد العام وقتها ان يكون هناك وزراء بالحكومة من الاخوان وارسل الملك عبد الله وقتها رسالة بذلك الى حسن البنا”.
واوضح ان المشروع الاخواني كان مشروعها استقبل بترحابالى حد رخص من قبل رئاسة الوزراء نفسها”.
لكن..
هناك دائما لكن..فاليوم ليس الأمس


يقول الفلاحات: بعد أن جرى التضييق على اخوان مصر من قبل جمال عبد الناصر ومحاصرته للجماعة والاحزاب التي كانت مقربة من عبد الناصر وقفت ذات الموقف ضد الاخوان. وهاي هي دولاب الايام تعود مجددا ليطارد الاخوان في مصر من جديد.
بينما – والحديث ما زال للفلاحات – ساهمت الظروف في التقاء مشروع الاخوان بالدولة الاردنية لكن هذا اللقاء اطلق عليه اليساريون حينها بالتقارب، و”هو اتهام يقول عنه الفلاحات وقفه منتقدوا الاخوان اليوم.
حزب جبهة العمل الإسلامي
في عام 1992 وبعد اصدار قانون الاحزاب قررت الجماعة انشاء حزب جبهة العمل الإسلامي، وذلك بالتعاون مع عدد من الشخصيات الإسلامية العامة, ومنذ ذلك الوقت يعتبر حزب الجبهة الممثل السياسي للجماعة وواجهتها السياسية.
مشاركة الجماعة السياسي
تباينت فترات مشاركة جماعة الاخوان السياسية في سياقها الرسمي. فقد سبق واعلنت الجماعة رفضها للانضمام الى الحكومات الاردنية وهو ما ادى الى فصل عدد من قياداتها ومن بينهم الدكتور بسام العموش، وعبدالرحيم العكور.
بينما عرف مشاركة قيادات من الاخوان بصورة منفردة في بعض الدوائر الرسمية او شبه الرسمية منها تعيين المراقب العام الاسبق عبدالمجيد ذنيبات عضوا في مجلس الاعيان لكن الجماعة قالت في حينه ان الانضمام فردي، ولم يأت بموافقة التنظيم.
وعرفت الجماعة حضوراً ونجاحاً بين القوى السياسية المختلفة، منذ انطلاقة النهج الديمقراطي الاردن في عام 1989 فحصلت في المجلس النيابي الحادي عشر على اثنين وعشرين مقعداً إضافة إلى رئاسة المجلس لثلاث دورات متتالية، كما شاركت بخمسة وزراء في عام 1991.
وفي انتخابات عام 1993 حصلت على سبعة عشر مقعداً، بعد إصدار قانون انتخاب ادخل في بنوده قانون الصوت الواحد.
ورأت الجماعة أن القانون جاء لمحاصرة الحركة الإسلامية وتقليل فرص نجاحها. وهو ما استدعى لاحقا قرارات اخوانية متتابعة بمقاطعة الانتخابات.
ورغم دعوات رسمية بعدم مقاطتها الانتخابات والعمل السياسي الا ان الجماعة تقول انها بمقاطعتها الانتخابات لا يعني انها تقاطع العمل السياسي الذي لا ينحصر فقط في العمل البرلماني.
أما عن المشاركة في الانتخابات البلدية فقد فاز الاخوان عام 1995 في عدد من البلديات، وفي عام 1994. في حين اعلنت العام الحالي مقاطعتها للانتخابات البلدية لذات الاسباب التي قاطعت بها الانتخابات البرلمانية.
ونتيجة لما تقول عنه الجماعة “استمرار التراجع في الممارسة الديمقراطية والتضييق على الحركة الإسلامية راجعت الجماعة موقفها من المشاركة السياسية الرسمية ومنها المجلس النيابي، واحتجاجاً على هذه الحال، ولتحسين شروط المشاركة السياسية قررت الجماعة مقاطعة الانتخابات النيابية لعام 1997 كما لم تشارك في الانتخابات الاخيرة التي جرت مطلع هذا العام.

ماذا بعد؟

لا يستطيع اي نظام سياسي التعامل مع الاخوان إلا عبر منظورين: الاول: العمق التاريخي والتوسع الاجتماعي. والثاني: الامتداد جغرافيا على رقعة العالم بأسره. من هنا تجمع النخب الاكاديمية والسياسية على صعوبة تحويل الاخوان الى رقم من بين الارقام الكثيرة للمعادلة السياسية في المنطقة. لكن ليس هذا كل ما يمكن ان يقال عن الجماعة.
عند انطلاقة الربيع العربي لم تستطع التيارات الفكرية اليسارية والقومية والعلمانية الا ان ترى في هذا الربيع انه ربيعا للاسلام السياسي. وعندما يقال ذلك يدرك الجميعان جزءا كبيرا من كعكة الاسلام السياسي سيوضع في سلة الاخوان. هنا تصبح عملية مطاردتهم واشغالهم – الجارية اليوم – امرا مصيريا بالنسبة الى الانظمة والكيانات والتيارات السياسية في الوطن العربي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.