صحيفة الكترونية اردنية شاملة

اختصاصيون يحذرون من “تجاهل” إجراءات السلامة

في الوقت الذي صدرت فيه مجموعة من القرارات تشير إلى اعادة الحياة تدريجياً الى العمل بالمؤسسات والمنشآت التجارية، وعودة الموظفين الى مكاتبهم من جديد وبنسب معينة؛ فتح ذلك الباب على تساؤلات عديدة؛ أهمها هل سيتم اتخاذ إجراءات وقائية من قبل العاملين ومؤسسات العمل للحد من انتشار وباء فيروس كورونا من جديد.
العودة للعمل يتطلب من كل شخص اتباع إجراءات السلامة العامة سواء بالتعقيم المستمر وعدم تجاهل اي طرق صحية تشكل عامل حماية؛ وذلك لكي لا ينتشر المرض المعروف بانه شديد العدوى، وبالتالي نعود للوراء!
اختصاصيون اعتبروا أن العودة الى العمل لا بد أن يتم بحذر شديد للمحافظة على الجهود التي بذلتها الدولة طوال هذه الفترة، واتخاذ كافة التدابير اللازمة والاكتفاء بالحد الأدنى من الموظفين.
وفي ذلك يذهب الناطق الاعلامي باسم اللجنة الوطنية للأوبئة ومسؤول ملف فيروس كورونا الدكتور نذير عبيدات، أن أهم الاعتبارات التي يجب المحافظة عليها هي التباعد المادي والاجتماعي والتقيد باجراءات السلامة كاملة، سواء من غسل اليديين أو استعمال المطهرات خصوصاً في الاماكن التي تشهد تجمهر للناس.
ويشير عبيدات إلى أن كل مؤسسة لديها اجراءات سلامة تم الاتفاق عليها ولا بد من القيام بها، مبيناً انه اذا التزمت المؤسسات بهذه الاجراءات سوف نستطيع التعامل مع الوباء ونكون قادرين على عودة الحياة الى طبيعتها دون أن نتأثر، لافتاً الى أن دائماً هناك احتمالا وخوفا من الفيروس وهذا أمر طبيعي لكن لا بد من اتخاذ كافة التدابير.
ويضيف أن كل موظف كذلك يعمل في أماكن تشهد اكتظاظا أن يأخذ تدابيره اللازمة ويتحمل هذه المسؤولية من أجل حماية نفسه وحماية أسرته فيما بعد.
وكان قد نشر وزير الدولة لشؤون الاعلام عدة تغريدات بذات السياق وكان مفادها الآتي “موعد عودة عمل مؤسسات القطاع العام للعمل يخضع للدراسة والتقييم وفق تطورات الحالة الصحية وتوصيات الفرق المختصة، لكن ما نؤكد عليه أن عودة عمل الوزارات والمؤسسات لن يكون بوتيرة واحدة بل تدريجياً وعلى فترات، وسنسمح الأسبوع المقبل بعودة عمل عدد من المؤسسات الخدمية بعدد محدود من الموظفين، يقرره الوزير أو من يرأس المؤسسة”.
ويرى اختصاصي الادارة الصحية وطبيب المجتمع والصحة العامة والبيئة والوبائيات ومساعد الأمين لوزارة الصحة الدكتور عبدالرحمن المعاني، أنه لا بد على الدوائر الحكومية والخاصة الالتزام بالارشادات الصحية والوقائية والتي تتمثل بالكمامة والكفوف والمحافظة على التباعد الاجتماعي، وعدم الاكتظاظ في المكان الواحد سواء من قبل المواطن المراجع أو المستقبل.
ويشير الى أن المستقبل يجب أن يكون ملتزم تماماً ويأخذ كل الاحتياطات اللازمة لصحته وينجز عمل المواطن بسرعة ودون أي معيقات، بحيث تكون عملية دورية ولا يتجمع أحد عند الآخر، مبيناً أن العمل يجب أن يكون بوتيرة معينه ولا يوجد أي تجمعات في مكان.
ويشير الى ضرورة قيام العاملين بتهوية المكان من وقت لآخر من أجل تجديد الهواء، وتوفير معدات التعقيم في كل دائرة، لافتاً الى أنه يفضل قبل العودة الى الدوام ان تقوم كل مؤسسة بعمل تعقيم كامل لمؤسستها قبل مباشرة العمل، خصوصاً الدوائر الكبيرة، وأن تقوم كل مؤسسة بالاكتفاء بالحد الادنى فقط من الموظفين لانجاز العمل.
ويضيف أنه يجب ألا نغفل عن أن هناك من يحمل الفيروس ولا تظهر عليه أعراض ولكنه قد ينقل العدوى وهؤلاء تعتبر نسبتهم من 20-25 % الذين لا تظهر عليهم أي أعراض، بالتالي تواجدهم في أي مكان أو أي دائرة وسط تجمع للناس قد يسبب كارثة، لذلك على كل شخص أن يأخذ التدابير وكأن الشخص الذي بجانبه مصاب.
ويؤكد المعاني على ضرورة المحافظة على مستوى الأعداد الذي وصلنا اليه والعمل دون زيادته، مبيناً ضرورة عدم تضييع كل الجهود التي بذلت منذ بداية الأزمة.
ومن وجهة نظر علم الاجتماع يرى الاختصاصي الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي أنه يجب على المواطنين التقيد والالتزام بشروط الصحة والسلامة العامة المتمثلة بعد ممارسة أي سلوك غير صحي حتى لو كان بسيط جداً.
ويشير الخزاعي أن على كل موظف اتباع كافة الطرق الاحترازية منذ خروجه للبيت لحين عودته سواء من خلال المصافحة أو التقبيل أو التحدث مع أي شخص عن قرب، والتأكد من النظافة الشخصية والمكتبية من خلال تعقيم المكتب بشكل مستمر وكل الادوات التي يتم استخدامها.
الى جانب التعامل مع المراجعين بحذر وبعد أخذ اجراءات السلامة وكيفية استقبال المعاملة وأخذها ومتابعتها، مبيناً أن الموظف الذي يستقل المواصلات العامة للوصول الى العمل عليه أن يكون حريصا جدا جدا.
ويعتبر الخزاعي أن الحكومة كذلك لديها دور مهم وكبير من حيث الاكتفاء بالحد الادنى فقط من الموظفين، وتوزيع العمل بطريقة تكون دورية على الموظفين بحيث لا يكتظ الناس عند شخص أو مراجع واحد، لافتاً الى أنه على الموظف والمواطن المراجع عند العودة الى المنزل أخذ كل اجراءات النظافة والتعقيم للحفاظ على سلامته وسلامة عائلته.الغد

التعليقات مغلقة.