يوميات مدير مدرسة –حلقة ١٧

….لعنة الله على الكورونا وعلى الأمراض بشكل عام، يا رجل والله تعبت بالتعليم عن بعد أكثر من أيام التعليم الوجاهي بمئة مرة…
– معقول،،، إنت مدير مدرسة، ليش بتتعب، أيام المدرسة كنت بتطارد من الساحة للصف وللإدارة وللتربية والوزارة ، ومن مكتب لمكتب ومن غرفة معلمين للمختبرات ،،بس الآن مافي حد مداوم يعني مفروض إنك قاعد مثل شيخ الشباب…
– ههههه، ما أنا فكرت هيك، بس المشكلة طلعت أكبر بكثير من هيك….
– مشكلة شو؟!خير قلقتني يا مدير !
– لا ما تقلق ،بدت المشكلة من المعلمين، ناس ما بتعرف تستخدم التطبيقات الذكية وناس أصلاً مش عارفة شو يعني تطبيقات ذكية! وناس أصلاً ما عندها موبايل حديث، ولا لابتوب، ولا حتى جهاز حاسوب عادي،،، وناس عندها أجهزة بس رافضة فكرة التعليم عن بعد أو تغيير نمط التعليم والتأقلم مع النمط الجديد!!
– ول! معقول! في ناس هيك !
– لأ وفي معلمين فاهمين أنه لازم يكون معهم فريق تصوير وفريق عمل وفريق صيانة وبدي كير و منيكير لحتى يصور الحصة للطلبة!!
– الله يعينك!! ويقويك بس إيش يعني بدي كير ومنيكير؟
-والله ما انا عارف بس بسمعهم بحكوا هيك .
-وعامل حالك فهمان ولغات وراقي وانت مش عارف شو يعني منيكير وبدي كير
-يعني انت بتعرف؟
-انا مش مدير متلك لحتى اعرف يا متعلم
-يا رجل فضحتني ، خليني أكمل،،، صارت مواقف يا رجل واله إنها مضحكة ومبكية بنفس الوقت!! في استاذ محترم من فريق رفض التعليم عن بعد، طبعاً الطلاب مبدعين بالتكنولوجيا، وبدقائق أتقنوا التعامل مع البرمجية وصار كل ما الاستاذ يدخل على البرنامج واحد من الطلبة يعمله إخراج والأستاذ المسكين بشرح مع حالة والطلاب ما عندهم استاذ!!
– له، له، له، جيل كاسر…
– وبعض الزملاء بدخل على أربع حصص مع بعض والأستاذ بشرح لصف والطلاب موجودين في صف تاني، هو أنت فاهم علي شو بحكي ولا أوضحلك أكتر!!!
– آه، لا ،لا، فاهم فاهم…كمل كمل
– هذا غير زعرنة الولاد بتسكيت الصوت وغيرها من الهبل…. والأدهى والأمر لما يكون الأستاذ مبدع وفاهم درسه ويطلب من الطلاب يفتحوا الكاميرات بتشوف العجب العجاب… واحد نايم، والثاني مش مغسل وجهه من لما عطل!!
– واااااال من لما عطل؟ يعني من ثلث شهور!!
– لا يا رجل مش لهالدرجة بس أنا ببالغ شوي!!
– ههههه … والله دمك خفيف يا مدير!!
– وواحد بمسك تلفونه بروح على المطبخ وبنصير نتابع شوفي بالثلاجة عندهم، وواحد بروح للحمام…
– الحمام!!
– آه تخيل….
– بس إن شاء الله ما…
– لا، الحمد لله ما…
– طيب الحمد لله
– بتعرف إنه صرنا نعرف الإم المرتبة والنظايفية من الأم المخمة واللي بيتها مش مرتب!!
– جد، كيف!!
– من الكاميرات ياحبيبي، فضحت البيوت خاصة إذا كان الطالب طفل صغير أو كبير بس هبيلة !!
– يعني بتعرف يا مدير إني حاسس إنه الموساد والمخابرات الأمريكية ورا الموضوع!!
– جد كيف!!!
– يا رجل دخل كل البيوت زي ما إنت بتحكي وبكيفنا يعني قدمنالهم معلومات استخبراتية جاهزة!!
– فعلاً، صاروا يعرفوا إنه إم سمير طابخة ملوخية، وإم محمود حردانه عند دار أهلها، وأم السعيد ما بتطيق سلفتها مروى إللي ما خلفت وإم عبدالله حاكمة جوزها!!
– إم عبدالله ماكلنا عارفين إنها حاكمة جوزها (المشحر)
– جد مع إنه مبين عليه زلمة وعضلات و”بدي بلدنغ” !!
– لا يا زلمة لا “بدي بلدنغ” ولا بطيخ والله لما تجحرة ما بسترجي يتطلع فيها!!
– يا أخي هدول رجال آخر زمن!! بس يعني الاستخبارات الامريكية شو بدهم بهاي المعلومات!!
– له، له، له، شو شو بدهم يا رجل بهاي المعلومات ؟ كل الأهمية بهاي المواضيع!!
– كيف!!
– لأنهم رح يعرفوا قديش نسبة كبيرة منا تافهه وحياتهم فوضى وعايشيين بس على المظاهر يعني من برة هالله هالله ومن جوه يعلم الله!! وطبعاً رح يلاحظوا إنه معظم الناس ناسيين إشي أسمه فلسطين!!
– فلسطين!! شو خصها الموضوع؟!
– والله يا مدير فلسطين هي الموضوع وكل الموضوع!!
سرحت بتفكيري أمعنت النظر في الشخص الذي أتحدث إليه….. فلسطين فعلاً هي أساس المعادلة ً،
– عفواً أنا أخرتك!!
– لا والله بالعكس يا مدير أنا أستمتعت بحكياتك الحلوين وكل ما بدك تفضفض تعال اشرب قهوة عندي.
أمسكت كأس القهوة من بائع القهوة الذي كنت أحدثه على إحدى الطرقات وأكملت طريقي وأنا أفكر… فعلاً فلسطين هي أساس وأس المعادلة!!
وقبل أن أغادر إذ ببائع القهوة ينادي
-يا مدير يا مدير
-نعم
-إذا ممكن تعرفي ليش مروى سلفة أم السعيد ما بتخلف لأني بعرف دايه وصفتها وحدة بوحدة حرام خطي
-خلص وعد غير أسألك أم السعيد …حركت سيارتي وأنا أتمتم …فلسطين وأم السعيد ومروى… فعلا مروى لازم تتعالج!!!