صحيفة الكترونية اردنية شاملة

المسافات الثابتة …

أنا لا أتقن يا صديقي فن البقاء على مسافاتٍ ثابتة ، فأنا عندما أحب .. أحب إلى حد الهيام .. و عندما أبغض .. أبغض أكثر من ذلك !!!
كيف لي أن أتحكم بمشاعري ، عواطفي …!! أنا لا أملك عداد سرعة أنظم فيه انفعالاتي ، كيف لي أن لا أحب طفلة صغيرة إلى ما بعد الحب !! و كيف لي أن لا أكره عدوي الذي اغتصب وطني إلى ما بعد الكره !!

للأسف إنني من أولئك الذين لا يستطيعون البقاء على مسافاتٍ ثابتة من أي شيء !!!
أعلم أن البقاء على مسافة ثابتة أفضل في كثير من الأحيان …
فلو أن الاستلطاف استمر .. و لم تبدأ قصة الحب لدام أكثر ، ولكن بداية شيءٍ ما في وقتٍ ما.. ما هي إلا بداية النهاية خاصة في العلاقات يا صديقي .. فلو استطعت أن تبقى على مسافة ثابتة لما غصت أكثر و لما ابتعدت أكثر !!
أحاول منذ عقودٍ أن أمثل دور ذلك لرجل الرزين الذي يقيس الأشياء قبل أن يغوص بها ، و لا ألبث أن أجد نفسي أقع كما في كل مرة و كما أول مرة !!!
لذا أقتنعت أن لا أكون إلا أنا ، لأنني لم أنجح أن أكون شخصاً آخراً في يومٍ ما !!!
ربما لا يكون ذلك إيجابياً و ربما كان فشلاً في نظر البعض ..و ربما ….و ربما … و لكن أنا كذلك لا أتقن موضوع المسافات الثابتة ، فأنا الآن أحبك أنت كثيراً لأنك تحفظ سري ، و أحس باللاشعور بأنك تكنّ لي شيئاً من الحب !!!
لا أستطيع … لا أستطيع …
نظرت إلى مرآتي التي كنت أحدثها و أكملت تصفيف شعري ، و نظرت إلى انعكاس صورتي في المرآة و غمزتها بعيني …
و انطلقت نحو عملي ….

 

التعليقات مغلقة.