صحيفة الكترونية اردنية شاملة

مُحركات إيجابية … قادِمة لا مَحالة

النظرة الشمولية في إطارها العام هي إمكانية إدراك المحيط من بُعد كافي لتفهم الصورة العامة والترابطات والتداخلات فيما بين كافة أطراف العلاقة حتى تتبين لنا التركيبة المتداخلة لتكوين الشبكة التكاملية ، وهذا يقود الى التحرك التدريجي للعمق لخلق الادوات الكافية لعمليات التنفيذ والتي تبدأ وجزء كبير منها من العمق وتتصاعد تدريجيا لتصل الى الشمول وخلال هذه الرحلة يتم إعادة تحسين وتطوير نسيج الشبكة أي اعادة البناء لنعود ونرى التكاملية مرة اخرى.فماذا نرى اليوم؟
لو نظرنا من بُعد كافي نُدرك تماما ما يقوم به سيد البلاد ومن نظرته الشمولية لخلق التوازنات والترابطات المناسبة بين كافة أطراف العلاقة ، هذه هي النظرة الشمولية التي تُرسخ مَسار البناء وتتحرك نزولا الى العمق ليتم إعادة البناء والتحسين والتطوير للوصول الى مستوى التوائم بين النظرة الشمولية ومحركات الانجاز وهذا دورنا جميعا لاعادة بناء نسيج الشبكة.
الاقتصاد بقطاعاته المختلفة والتي تعتبر أهم محركات الانجاز تقود المرحلة اليوم ، فهي بحاجة الى بُعد نظر كأولوية والتحول بها لتكون ورشة عمل متكاملة متناغمة معتمدة على النظرة الشمولية ومتسلحة بالميزة التنافسية وتعريف واضع لعناصرها ، ويسير معها بتسارع الاصلاح الاداري الحازم فأولا عن آخر القوى البشرية هي المحرك والمنفذ والمستقبل فبدون هذا الاصلاح لن نخرج من العمق الى الشمولية ، دورة الانتاج تسير في حلقة متكاملة للوصول الى المنتج النهائي سواء سلعة أو خدمة لتقدم الى المتلقي وهو نفسه الانسان تبدأ من عنده وتعود له . فأين نحن اليوم ؟
الاردن اليوم بقيادته الحكيمة وشعبه المثقف والفَتي وأجهزته المختلفة يرسم معالم المرحلة ، العالم اليوم أصبح قرية صغيرة فلا يعيبنا صغرنا لاننا تسلحنا بالحكمة وخلقنا التوازنات وتسلحنا بالميزات التنافسية التي نملكها. نحن نملك الموقع الجغرافي المميز والانظمة المستقرة والمقومات المناسبة ونملك ماكينة الانتاج والانجاز وأهمها العنصر البشري وهذه من أهم المدركات على الخارطة الجيوسياسية ، لا شك بأن هناك الكثير من الشوائب وهذا دورنا لوأدها لنعيد البناء من جديد.
عناصر التكامل الاقتصادي نملكها ، لدينا القدرة في الاعتماد على الذات وأثبتت الجائحة ذلك ولدينا المقومات المناسبة لنكون لاعبا أساسيا في المنظومة الاقتصادية الدولية ونحن جزء منها ، فمنتجاتنا تصل الى 142 دولة أي أن الهوية الاردنية حاضرة في معظم دول العالم ، تجارتنا مفتوحة على العالم فنحن نستورد من معظم دول العالم فهي علاقة تبادلية ، خدماتنا تتسلح بثقافة وكفاءة القوى البشرية فنحن نصل بخدماتنا البشرية لكل مكان ، ولدينا في المنظومة التعليمية جنسيات من عشرات الدول . نحن هنا بحاجة الى اعادة تعريف الميز التنافسية التي تقوينا ونتسلح بها ونركز عليها كأولوية لاعادة البناء والوصول الى الكفاءة في البناء والتشغيل والتنفيذ ولا نستهلك الوقت والجهد في غير مكانه . كل ما ذكر اعلاه وبدون منظومة مالية مصرفية قوية لن تكتمل الحلقة وهذه المنظومة اليوم هي أهم ما نتسلح به وهي أهم مقومات الاقتصاد الناجح ، فالسياسة النقدية ومكوناتها المصرفية هي سفيرنا الاهم للعالم وبها نصل لكل نقطة على خارطة الدول.
نحن اليوم في أمس الحاجة الى اعادة تعريف الاولويات وتذليل الصعوبات ، فاتورة التكلفة مُعيق وعلينا أن نشرذمها ونراهن على الانجاز والزخم الانتاجي سلعي وخدمي ، حجمنا أكبر من اقتصادنا وعلينا أن نُعيد التوازن بأن نعظم اقتصادنا وتوازننا نُعيد تعريف وتقييم حجمنا حتى يتصدر إقتصادنا المرحلة وبدون تضخيم لحجمنا على حسابه وإلا سنبقى نستهلكه. محركات الانجاز تعمل بإيجابية من كل صوب فلا نتهاون في تسريعها ونتصرف بحزم في وأد معطلاتها لنصعد من العمق الى الشمول ولنكون على قدر أهل العزم.
حمى الله الوطن قيادة وشعبا وأدام الله علينا نعمه. [email protected]

التعليقات مغلقة.