صحيفة الكترونية اردنية شاملة

عامٌ ونصف مرّت ونقول … هنا الأردن

الوطن أولاً ، خلاصة تحديات جائحة كورونا منذ عام ونصف وعلى الرغم من كل الصعوبات التي مرّت علينا ولا زالت آثارها تنخر في العظام الا أننا وقفنا صفاً واحداً متحدين وبهوية واحدة وشعارنا الاوحد هو أن الوطن أولوية فهذه هي الاردن بقيادتها الحكيمة وشعبها العظيم.
نحن على مشارف إعادة الحياة الى مسارها وفتح القطاعات الاقتصادية كافة وفك القيود التي فرضتها الجائحة وهذا يتطلب منا الحرص والمسؤولية للحفاظ على المسار الايجابي المبني على الوعي والحرص وأخذ العِبر من أية أخطاء أو ممارسات سابقة حتى لا نعود للوراء وننظر الى مستقبل مشرق وننشر الطاقة الايجابية فيكفينا ما عانيناه جميعا .
عام ونصف ولم يشعر المواطن بأي نقص في متطلبات العيش الكريم من مشرب ومأكل وملبس ، من صحة ونقل ، من طاقة وكهرياء واتصالات ، لم يفرغ أي رف من بضاعته ، لم تغلق أي محطة من نقص المحروقات ، لم تنقطع أي وسيلة إتصال ، لم نشعل شمعة لانقطاع كهرباء ، لم نعطش على الرغم من شح المياه . وهذا كله على الرغم من كافة التحديات التي واجهناها ولا زلنا في بعضها من تعطل القطاعات الاقتصادية وإرتفاع كلف البضائع والخدمات وإنخفاض دخل الافراد وإنقطاع دخل آخرين ، وتراجع القوة الشرائية ، وتفاوت النخرج الاعلامي الذي وضع المواطن في حيرة أحيانا وفقدان الثقة أحيانا اخرى ، وإرتفاع نسب البطالة لتصل الى 25% ، وإرتفاع المديونية ، ولكن دائما كفة الوطن راجحة وإستقرارنا أساس قوتنا ، فما يحدث حولنا يزيد من عزيمتنا وقدراتنا ويذلل الكثير من تحدياتنا.
نقيس إستقرارنا بعملتنا ، نقيس إقتصادنا بإنتاجنا وصادراتنا ، فاليوم احتياطيات الاردن من العملات الأجنبية بلغت 16.5 مليار$ وتعتبر اعلى رقم احتياطي في تاريخ البنك المركزي ونسبة التغطية 9 أشهر ، صادراتنا نمت بنسبة 22% للنصف الاول من هذا العام ، والاهم أن الدينار الاردني قوي ومتماسك والنظام المصرفي متين ، فقد وصلت ودائع البنوك الى قرابة 39 مليار دينار في معضمها بعملة الدينار الاردني وهذا يدل على ثقة المودعين بالدينار الاردني ، فلننظر حولنا لنشكر الله على هذه النعم . ولو نظرنا الى المالية العامة فإن عجز الموازنة في الاشهر السبعة الأولى من هذا العام انخفض الى 521 مليون دينار مقارنة ب 1.25 مليار دينار مع الفترة نفسها من العام الماضي و 739 مليون دينار من عام 2019 لنفس الفترة ، هذا على الرغم من النمو السلبي للمديونية فقد وصل الدين الحكومي بعد استثناء دين صندوق الضمان 27.2 مليار دينار، أي ما نسبته 86% من الناتج المحلي الاجمالي، مقارنة مع 26.5 مليار دينار في سنة 2020 او ما نسبته 85.4 % من الناتج المحلي، وقبل استثناء دين الضمان فبلغ 34.3 مليار دينار او ما نسبته 108.2 % من الناتج المحلي الاجمالي، مقارنة مع 33 مليار دينار او ما نسبته 106.5 % من الناتج المحلي الاجمالي . ولكن بالوقت نفسه نمت إيرادات ضريبة الدخل بنسبة 8 % وضريبة العقار 79 %، وضريبة المبيعات 18 %، والرسوم الجمركية 26 %، والفوائض والعوائد المالية 34 %، وزيادة في تحويلات الوحدات الحكوميّة للموازنة بنسبة 85 %، وزيادة الرسوم الإدارية بنسبة 46 %، والإيرادات المختلفة من تعدين وبدل خدمات جمركية وتوريدات واردات الدولة بنسبة 32 %، والغرامات نمت بنسبة 11 %، وأخيرا الإيرادات المحلية نمت بنسبة 21 %، والشيء الإيجابي نمو ضريبة المبيعات على السلع المحلية بنسبة 6 %، والقطاع التجاري بنسبة 36 %، وهذا يبين أن المنتجات الصناعيّة المحلية حصلت على حصة أكبر من المبيعات في الأسواق المحليّة بدلا من المستوردة .
أظهر مؤشر إبسوس لثقة المستهلك للربع الثاني من هذا العام أن أكبر ثلاث هموم لدى المواطن الاردني اليوم هي البطالة وأخذت النسبة الاعلى 60% من عينة الدراسة ، والتكلفة العالية للمعيشة / التضخم وأخذت نسبة 44% والفقر واللامساواة الاجتماعية نسبتها 39% ، وهذا يعني أن اسلوب المستهلك تغير لا محالة وللعلم فان الإنفاق الاستهلاكي الخاص يشكل 85 % من الطلب الكلي للاقتصاد الأردني.
كل هذا ماذا يعني ؟ أننا يدٌ واحدة في الحفاظ على الوطن وإستقراره ، ونحتاج أن نكون يدأ واحدة في الحفاظ على إقتصادنا وكونه إقتصاد استهلاكي فعلينا أن نحافظ على المستهلك وتعظيم قوته الشرائية وتخفيض الكلف عليه وتوفير المنتجات المحلية من تجارة وصناعة وخدمات والتي تنعكس إيجابيا على الجميع وعلى الخزينة على حد سواء ، والاهم تخليصه من همومه أعلاه فالتشغيل وخلق فرص العمل أولوية الجميع ، والعدالة الاجتماعية مقدسة ، ونعيد تساوي كفة الميزان بين حجمنا وإقتصادنا حتى يحظى المواطن بحياة كريمة ودخل كافي لتلبية متطلبات حياته وحياة اسرته . الترهل الاداري واضح وقوى الشد العكسي ظاهرة للعيان والاصلاح الاداري يجب أن يحدث فورا ونحدث صدمة ايجابية ، فالترهل الاداري هو المسبب لضعف الاقتصاد وتعطل الانتاجية، وتكلفته المرتفعة على فاتورة الخزينة على حساب الانتاجية يجب ان تشرذم.
حمى الله الوطن قيادة وشعبا وأدام الله علينا نعمه .
[email protected]

التعليقات مغلقة.