صحيفة الكترونية اردنية شاملة

التاريخ يعيد نفسه

خلفت هيئة الأمم المتحدة سلفها عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الثانية حيث صعدت دول الى مصاف الدول العظمى،في حين هبطت دول أخرى الى مصاف العالم الثاني، لأن هيئة الأمم المتحدة ومن قبلها عصبة الأمم المتحدة هي هيئة الأقوياء في مواجهة الضعفاء،وهي هيئة يراد منها إسباغ صفة المشروعية على تصرفات الأقوياء في مواجهة الضعفاء وخير دليل على ذلك هو العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي وكذلك حق النقض (الفيتو) الذي يحتكره الأقوياء في مواجهة الضعفاء.

وبناء على ما تقدم فإن الحرب الأوكرانية الروسية ووفقاً لنتائجها سيترتب عليها تغيير تركيب مجلس الأمن فقد تتلاشى منظمات دولية لم تثبت فاعليتها وتستحدث هيئات جديدة تحل محل الزائل منها.

ومن التغييرات المحتملة إختيار دول إقليمية لتمثيل اقاليم معينة في عضوية مجلس الأمن الدولي وهي دول إقليمية ذات قدرات عسكرية وإقتصادية تفرض وجودها في هيئات المجتمع الدولي.

والسؤال الذي يتبادر للذهن ويطفو على السطح هو : هل يكون للدول العربية نصيب في الهيئات الدولية بتركيبها الجديد ؟ إن إستقراء الواقع مقترناً بحركة التاريخ تشير إلى أن الدول العربية لن يكون لها وجود فاعل في المجتمع الدولي الجديد، لأن الدول العربية تفتقر لمقومات هذا الوجود ومن مقوماته العناصر التالية:

  • الحريات:

فالشعوب العربية تفتقر للحريات مما يجعل شعوبها مجرد تعداد سكاني لا تأثير لأعدادها في المجتمعات البشرية، فهي شعوب تعيش مرحلة من السكون والخنوع والإستكانة.

2-الديمقراطية:

فالدول العربية في غالبيتها العظمى تعيش حالة من الإستبداد والدكتاتورية تكاد تشبه العصر الحجري.

 

 

3-حقوق الإنسان:

فالإنسان العربي الذي يعيش في الدول العربية ليست له من الحقوق إلا النذر اليسير حتى تكاد حقوقه تكون معدومة او في حكم العدم.

4-القوة الإقتصادية:

تقتصر إقتصاديات الدول العربية على الموارد الطبيعية التي لا فضل في وجودها لحكومات هذه الدول،وهي تفتقر الى إقتصاد المعرفة والعلوم والتكنولوجيا بل هي عالة على غيرها في هذه المخالات مما جعل الدول العربية تعيش في حالة تخلف حقيقي ويقتصر دورها على إستهلاك معارف وعلوم وتكنولوجيا الآخرين، بل إن إستهلاكها لكل ذلك هو إستهلاك سيء وليس إستهلاكاً رشيداً.

5- القوة العسكرية:

تفتقر الدول العربية لقوة عسكرية حقيقية ، حتى أن العقيدة العسكرية لجيوش الدول العربية في معظمها مؤسسة على الدفاع عن نظام الحكم وليس للدفاع عن الدولة في مواجهة الأخطار الخارجية، مما جعل الجيوش العربية تنهزم في كل المعارك التي خاضتها للدفاع عن الأخطار الخارجية التي تهدد الدولة لأن تسليح هذه الجيوش يتناسب مع العقيدة العسكرية لها وهي الدفاع عن الحاكم لا عن الدولة ولكل منها وسائل تسليحة واعداده.

 

6- صناعة الوهم:

تتميز الدول العربية وتتفوق على ما عداها من دول العالم بصناعة الوهم، فكل دولة صنعت الوهم لدى مواطنيها بأنها مستهدفة وأن الأخطار الخارجية تداهمها، فأستنزفت موارد الدولة لمحاربة الوهم المصنوع، والأمر جد بسيط، فالدولة او الشخص يكون مستهدفاً عندما يكون ناجحاً، ولما كانت الدول العربية دول فاشلة فلماذا يتم إستهدافها؟ لأول مرة في حياتي أسمع بأن الفاشل مستهدف من غيره والمشكلة المتلازمة مع مشكلة صناعة الوهم أن الدول العربية لا تفصح لمواطنيها عن الجهة التي تستهدفها مما يؤكد صناعة الوهم.

وأخيراً نأمل أن تستدرك الدول العربية ما فاتها وأن تحاول إيجاد موقع لها في العالم الجديد وقبل فوات الآوان لأننا إن لم نفعل قد نصبح عبيداً عند الآخرين.

التعليقات مغلقة.