في الآية الكريمه قوله تعالى: وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3).. صدق الله العظيم.
سألت نفسي مراراً لماذا اتبع الخالق عز وجل التواصي بالحق بالتواصي بالصبر؟! وهل الصبر يحتاج إلى أن نوصي بعضنا بعضاً به؟ وبحثاً عن المعرفة أطلعت على معظم تفاسير هذه السورة الكريمة، فقد جائت السورة الكريمة بآياتها لتستثني الأشخاص الذين يسيرون على الدرب الصحيح عن غيرهم فمن يعمل الصالحات ويوصي بالحق والصبر هو على الدرب الصحيح وغيره… (في خُسر)، ومن هنا ولدى التعمق تجد أن الإصرار والصبر هما أساس نجاح أي عمل أو مشروع فالطبيب الناجح يصبر على تعلّمه ومرضاه والمعلم الناجح يصبر على طلبته ومعلميه وكذلك أي ناجح في الحياة الدنيا في أي مساق تجد أن من أهم سماته هي الصبر، فالصبر هو قاسم مشترك وبداية طريق لنجاح قد يأتي متأخر، لذا ورد في الآية الكريمه أن الصالح من الناس هو من يوصي من حوله بالصبر على العبادة والصبر على حسن الخلق فمن الصعب الصبر على الظلم أو تقبل الآخر اذا اختلف معنا والتسامح والعطاء والانفاق وغيرها من السمات التي تميز صاحب الخلق عن غيره لذا كان من الواجب على الذين استثناهم ربنا عز وجل عندما قال (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) فلم يكتفي هؤلاء الخيرة بعمل الصالحات فقط وإنما استمروا بنصح الآخرين بفعل الحق والدفاع عنه والصبر على ذلك كله، فهي دعوه لنا جميعاً لنوصي بعضنا ونتناصح بعمل الحق والصبر على عمل الحق أمام كل قوى الشد العكسية علّنا ننجوا ونكون ممن استثناهم ربنا عز وجل.
التعليقات مغلقة.