صحيفة الكترونية اردنية شاملة

‘تنظيم الاتصالات’.. الأُنْمُوذَج لمؤسسات الدولة

0

استطاعت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات خلال العام الجاري تحقيق مُكْتَسَبات جيّدة، أهمها جذب كافة الأطراف في القطاع على طاولة واحدة وتحقيق “المصالحة” نحو تفعيل الشراكة الحقيقة بين القطاع العام والخاص لضخ المزيد من الاستثمار.
ويمكن القول ان الانفتاح على الآخر والابتعاد عن نهج التعنت الحكومي اتجاه القطاع الخاص تحديدا هو سرّ نجاح الهيئة في عملها خلال السنة الأخيرة.
ولعل أفضل انجاز حققته الهيئة بفضل الإدارة الحالية، حلّ القضايا التحكيمية التي كانت مرفوعة على الحكومة الاردنية من قبل الشركة الامريكية (DRS) منذ خمس سنوات والتي وفرت على الخزينة ما مقداره 407 ملايين دولار.
ان هذه القضايا لو لم يتم التعامل معها بخبرة قانونية وإدارة حصيفة لتحملت الخزينة خسارة قد تصل الى نصف مليار دولار.
واصلحت الهيئة التشوه الكبير في البنية التحفيزية للاستثمار في الأردن من خلال الوصول الى تسوية القضية التحكيمية والتي كانت مرفوعة من قبل شركة اورانج على حكومة المملكة الاردنية الهاشمية والتي كانت تشكل عائقاً في قطاع الاتصالات.
قطاع الاتصالات في المملكة كان يعاني من قصرّ في خطوات تحفيز الاستثمار خلال الأعوام السابقة، الا ان الوضع تحسن في العام الأخير بعد القيام بتحفيز قطاع الاتصالات على الاستثمار والنمو من خلال منح جوائز للمشغل الأفضل، وزيادة التمكين من خلال برنامج بناء القدرات بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات ومنظومة Gsma.
وانعكست سبل التحفيز التي انتهجتها الهيئة منذ منتصف العام الماضي على قطاع البريد الذي اتسع بنسبة تزيد عن 150 بالمئة مما يمهد الطريق للتجارة الالكترونية حيث ارتفع عدد الشركات من 26 شركة حتى نهاية عام 2014 الى 76 شركة حتى نهاية شهر تشرين ثاني من عام 2016.
ولعل الهيئة من المؤسسات الحكومية القليلة التي انتهجت سياسة التكاملية مع المؤسسات الأخرى خصوصا في انجاز المعاملات، اذ بلغ عدد المعاملات المنجزة في دخول الاجهزة منذ بداية مشروع النافذة الواحدة في نهاية تشرين اول من العام الماضي وحتى تاريخه ليصل الى 21 ألف معاملة تم انجازها.
حتى المواطن لمسَّ دور الهيئة من خلال الحماية من مشاكل بعض الاجهزة حيث كانت المملكة من أوائل الدول التي رفضت دخول جهاز السامسونج (note 7)، إضافة لمعالجة عدد من شكاوى التغطية وغيرها من الشكاوى التي تختص بها.
وعبّرت الهيئة عن سعّيها الحقيقي والريادية في تطبيق نهج تطويري مستمر من خلال استحداث خدمات ريادية جديدة في هيئة تنظيم قطاع الاتصالات من خلال التواجد في النافذة الواحدة وانجاز كافة المعاملات في قاعة واحدة في مبنى الهيئة من دفع رسوم وتقديم الطلبات.
ان هيئة تنظيم قطاع الاتصالات تمارس دورا رياديا حقيقيا في التطبيق الأفضل للأدارة الحكومية الناجحة، الامر الذي يحتمّ علينا القول عنها انها غدت الانموذج الأفضل للمؤسسات الحكومية.
[email protected]
[email protected]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.